أكاديمي روسي لـ”المرصد العربي”: هذه أسباب فشل الهجوم البري في غزة وأوكرانيا

المرصد العربي – عاطف سعد

تشترك حربا غزة وأوكرانيا، في عامل مهم وهو فشل الهجوم البري، ففي المعركة الأولى التي شنتها إسرائيل في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، فشلت في الاجتياح البري للقطاع للقضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، ومنيت بفشل كبير..

في المعركة الثانية، فشلت أوكرانيا هي الأخرى في القيام بما يعرف إعلاميًا بالهجوم المضاد، الذي بدأ في يونيو 2023، ضد الجيش الروسي، في محاولة من إدارة الرئيس فلوديمير زيلينسكي، لاستعادة أراضي ضمتها روسيا منذ أكتوبر 2022 بلغت نحو خمس أراضي أوكرانيا..

حرب غزة

عن حرب غزة وفشل جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يروج لنفسه كونه “جيش لا يقهر” وأحد أفضل الجيوش المصنفة بالعالم، يقول مدير مركز جي إس إم للأبحاث الدكتور آصف ملحم: عادة القوات والعناصر الفلسطينية المقاتلة المدافعة تكون متحصنة ومتخفية بشكل جيد وتراقب كل تحركات الخصم، فهي بذلك أكثر قدرة على اصطياد العدو وإيقاعه في الكمائن، كما أن العدو يكون خائفاً ومتوجساً ولا يعلم ما هي المفاجآت التي تنتظره، لذلك يصعب عليه تقدير الموقف لا سيما ما حدث في هجوم (طوفان الأقصى) بالسابع من أكتوبر الماضي.

وأضاف آصف ملحم في تصريحات خاصة لـ”المرصد العربي”: في حالة حصول مفاجئة ما في الميدان لا يمكن اتخاذ القرار بشكل عاجل واستجرار قوات جديدة لمعالجة الأمر؛ فالفترة الزمنية اللازمة بين وقوع المفاجئة واتخاذ القرار المناسب كافية لكي تقوم القوات المدافعة بإخلاء المكان والتالي فالقوات الروسية كمن تلقى ضربة قوية على مؤخرة الرأس أفقدته توازنه وشلت ثقة المنظومة العسكرية الإسرائيلية بقدراتها وإمكاناتها.

ويرى آصف ملحم، أن هذا النوع من التكتيك يربك العدو كثيراً، لا سيما أن القوات المدافعة تكون على علم جيد بطيبعة المنطقة، وبالتالي أقدر على التحكم بالمعركة، من الخصم الذي يريد أن يتوغل في تلك المنطقة.

كما أن القوات المدافعة تكون مموهة بشكل جيد، لذلك يصعب على المهاجم إيجادها وخداع طائرات الاستطلاع سهل للغاية عن طريق وضع مجسمات وهمية للمدرعات أو منصات إطلاق صواريخ وهمية أو مجسمات لجنود وهمية.

الفشل في أوكرانيا

واستعرض الأكاديمي الروسي، آصف ملحم أسباب الفشل في أوكرانيا قائلا:

– الأرض كانت مفتوحة تقريباً، ولكنها مليئة بالمستنقعات والبرك والأنهار، والأمطار تهطل باستمرار في هذه المنطقة، لذلك لا يمكن للمدرعات أن تتقدم بسهولة، وتحركها على طريق إسفلتي معروف سيجعلها مكشوفة أمام الطائرات والمسيرات الروسية.

– الدفاعات الروسية كانت قوية للغاية، فالهجوم الأوكراني كان كمن يناطح الصخر، فكان أشبه بالانتحار الجماعي للقوات الأوكرانية.

– محاولة تقدم أي مجموعات صغيرة سيجعلها هدفاً سهلاً للمدفعية الروسية، كما أن المجموعات الصغيرة غير قادرة على التوغل لمسافات بعيدة دون أن تشعر بها القوات المدافعة.

– اختراق الدفاعات الروسية بحشد أعداد كبيرة من القوات ممكن، ولكن نتيجة مثل هذا العملية هي خسائر فادحة في القوات المهاجمة نظراً للتفوق الجوي الروسي، كما أنه لا يمكن توفير مثل هذا العدد الكبير من القوات في أوكرانيا على جبهة طولها مئات الكيلومترات. – حقول الألغام التي زرعتها روسيا بإحكام على امتداد الجبهة.

شارك المنشور مع اصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *