صورة سماحة الاسلام في تحية المفرج عنهم من اليهود

كتب :عبدالفتاح البقلي

تناولت وسائل الإعلام تلك الصور التي يظهر فيها المفرج عنهم من الاسري الإسرائيلين اليهود وهم يلقون التحية ومصافحات الوداع لجنود كتائب القسام مسحوبة ابتسامات عريضة وشكر عميم وسعادة واضحة علي الوجوه
وليس هذا بغريب لأنها هي اخلاقيات الاسلام وقواعد معاملة الاسري والنساء ابتي اقرها الشرع
ليبدأالعالم كله يشعر بأن التسويق ضد الاسلام ماهو الا ضياع للقيم وان النماذج التي جاءت بعفوية من المحتجزين اليهود هي رسالة عن السلام الذي يدعوااليه الاسلام ونبذه للعنف
مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}
( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )
لا عجب فيما نري فهذه أخلاق ديننا ونبينا خير الوري

الدين الدي أعطي للأسير حقه في الطعام والشراب والكسوه وأعطاه الحريه الدينيه وممارسه شعائرها مثلما فعل نبينا الكريم مع غَوْرَثِ بْنِ الحارث الذي استل سيف النبي من الشجرة ، وقال له : من يمنعك مني ؟ ، وعندما وقع السيف من الرجل وأصبح في يد رسول الله ، لم يجبره النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الدخول في الإسلام ، بل عفا عنه وتركه حرًّا طليقًا ، فأسلم بعد ذلك

وقد أَحسَنَ رسول الله أيضًا إلى سهيل بن عمرو صاحب المكانه
في قريش، ولم يشأ أن يهينه أو يُمثِّل به وإن كان قادرًا على ذلك، وقد أراد عمر بن الخطاب نَزْعَ ثنيتي سهيل بن عمرو حتى لا يقوم خطيبًا على الرسول في موطن أبدًا، فقال رسول الله : لاَ أُمَثِّلُ بِهِ فَيُمَثِّلُ اللهُ بِي وَإِنْ كُنْتُ نَبِيًّا

كما نهي رسول الله التفريق بين الأم ووليدها عند الأسر
فعن أبي أيوب قال: “سمعت رسول الله يقول: “مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ وَالِدَةٍ وَوَلَدِهَا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحِبَّتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”
وهنا تظهر أخلاق رسول الله عندما أتى أبو أُسَيْدٍ الأنصاري بسبي من البحرين فَصُفُّوا، فقام رسول الله فنظر إليهم؛ فإذا امرأة تبكي؛ فقال: “ما يُبْكِيكَ؟” فقالت: بِيعَ ابني في بني عبس؛ فقال رسول الله لأبي أُسيد: “لَتَرْكَبَنَّ فَلَتَجِيئَنَّ بِهِ”.
لقد رقَّ قلب رسول الله للمرأة الأسيرة فأرسل أحد جنوده إلى بلد بعيد ليأتي لها بابنها، حتى يهدأ بالها، وتجفَّ دموعها

وكان نبينا الكريم يوصي أصحابه دائماً فيقول ( استوصوا بالأساري خيرا)
تصديقاً لقوله تعالي (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرا)
فكانوا يفضلون الأساري علي أنفسهم في الطعام فيطعموهم الخبز ويأكلوا هم التمر

هذا هو ديننا الحنيف وجزء من أخلاق نبينا وهدي صحابته ومن اهتدي بهديه من بعده
قال تعالي : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ )

شارك المنشور مع اصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *