استهداف المرتزقة.. سلاح روسيا لإبعاد فرنسا عن كتيبة داعمي أوكرانيا

المرصد العربي – خاص

تكثف روسيا من أنشطتها العسكرية والسياسية لمحاصرة الإمدادات الغربية المساندة للجيش الأوكراني في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية لنحو عامين من القتال، وذلك بالتوازي مع إطلاق داعمي أوكرانيا في باريس “تحالف المدافع” للاستجابة لاحتياجاتها مع اقتراب الذكرى الثانية للحرب.

ومع تنفيذ الجيش الروسي ضربات في خاركييف، الأربعاء، نالت من أماكن لتجمع يضم مرتزقة فرنسيين ما تسبب في مقتل نحو 60 منهم، نفت فرنسا تورطها في إرسال مرتزقة إلى أوكرانيا، بينما قامت وزارة الخارجية الروسية باستدعاء السفير الفرنسي على خلفية المزاعم بوجود مرتزقة فرنسيين يساندون الأوكرانيين.

في السياق تحدث باحثان، أحدهما روسي، لموقع “المرصد العربي” عن المكاسب التي يمكن أن تجنيها روسيا من استهداف مرتزقة فرنسيين في أوكرانيا، وكيف تستطيع تحجيم الدور الفرنسي الداعم لـ كييف في المرحلة المقبلة..

استراتيجية فعالة

يرى هوفمان مارتشينكو الخبير بالمركز الوطني الروسي للدراسات العسكرية، أن روسيا لديها أكثر من استراتيجية فعالة لمواجهة الدور الغربي في حرب أوكرانيا، أول تلك السياسات القوية والفعالة هو “الردع الاستراتيجي” وأهم أسلحة الردع هو الترسانة النووية الروسية التي تعد الأولى عالميًا، ثاني عوامل الردع هو كشف الأوراق العسكرية وتعرية الأدوار السياسية والعسكرية الحقيقية أمام العالم، لا سيما أن أنشطة المرتزقة تعد محظورة في فرنسا بموجب القانون، ويبدو أن سياسة روسيا أثبتت بها فعالية كبيرة، ومن المتوقع أن يتراجع الدور الفرنسي على مستوى الدعم المعلن على الأقل مع كشف الجيش الروسي عن وجود تواجد لتجمعات مرتزقة على خطوط الجبهة القتالية أوكرانيا.

ويقول هوفمان مارتشينكو، خلال تصريحاته لموقع “المرصد العربي”، إن روسيا دائمًا ما تعمد إلى محاولة تحجيم الإمدادات الغربية لأوكرانيا لمنع تفاقم مراحل الصراع المستمر لنحو عامين والعمل على تقليل إنفاقها العسكري على مستوى خطوط الجبهة واستهلاك الذخائر، ويحاول الروس خلال الأشهر الأخيرة تحييد أكبر كم ممكن من الداعمين لأوكرانيا عن طريق تطبيق عدد من السياسات، أهمها إبرام تحالفات وتقاربات مع دول قوية من بينها الصين وكوريا الشمالية وإيران، ونشر نقاط نفوذ قوية لها في أماكن مصالح الولايات المتحدة وبريطانيا، لا سيما في آسيا وغرب ووسط إفريقيا للضغط على الأطراف الداولية الداعمة لأوكرانيا للوصل إلى اتفاق سلام.

واستعرض هوفمان مارتشينكو عددًا من النقاط التي تدفع روسيا للتصادم مع أدوار فرنسا المساندة لأوكرانيا في هذا التوقيت..

– إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون عن اتجاه فرنسا لتسليم أوكرانيا 40 صاروخًا إضافيًا بعيد المدى من طراز “سكالب”.

– اتجاه فرنسا لتوقيع اتفاق أمني مع كييف في فبراير المقبل وتعزيز أطر التعاون والإمدادات.

– تضغط روسيا بشدة على روسيا لمنع تزويد أوكرانيا بالمقذوفات ولتعظيم نقص الذخائر لدى الجيش الأوكراني وفرنسا من أهم الداعمين.

– ضغوط روسية متتالية لتأخير إمدادات الاتحاد الأوروبي لتزويد أوكرانيا بمليون وحدة ذخيرة بحلول ربيع 2024.

– تتزايد مخاوف روسيا من امتلاك أوكرانيا أسلحة بعيدة المدى تتخطى 500 كيلومتر ما يرفع من مستوى الإنفاق العسكري والعبء الاقتصادي.

وصرح وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو، أثناء إطلاق “تحالف المدافع” بقيادة فرنسا والولايات المتحدة: “لقد قررت صرف 50 مليون يورو” من صندوق الدعم الفرنسي لأوكرانيا “ما يتيح شراء 12 مدفعًا من طراز قيصر”.

استهداف المرتزقة.. وأهداف روسيا

يقول الباحث في العلاقات الدولية‏ لدى ‏معهد البحوث والدراسات العربية، يسري عبيد، إن الاستهداف الذي قامت به قوات روسية لفندق يقيم به مجموعة من الفرنسيين ومقتل أكثر من 60 مرتزقًا فرنسيًا في خاركييف، خلال الأيام الماضية بمثابة رسالة روسية قوية وشديدة اللهجة للدول الغربية الداعمة لأوكرانيا خاصة أن فرنسا تعد من أشد الداعمين لـ كييف بعد الولايات المتحدة وبريطانيا.

ويضيف يسري عبيد، في تصريحات خاصة لموقع “المرصد العربي”، أن الاحتجاج الروسي الأخير واستدعاء السفير الفرنسي بشأن إرسال باريس مرتزقة فرنسيين للقتال بصفوف الجيش الأوكراني ضد روسيا سيكون بمثابة وقفة من جانب الروس ضد التعاون الغربي الوطيد ومساندة أوكرانيا في الحرب المستمرة لنحو عامين.

وفند عبيد عددًا من الرسائل التي بثتها روسيا واستفادت بها من استهداف فندق يقيم به مرتزقة فرنسيون في خاركييف..

– ضوء أحمر بأنه سيكون هناك تعامل عنيف وشديد القسوة من جانب القوات الروسية تجاه أي تواجد لمرتزقة أجانب بصفوف الجيش الأوكراني.

– رسالة ردع روسية ضد الإمدادات الغربية والفرنسية على وجه التحديد التي قد تراجع موقفها من الإمدادات المتوالية لـ كييف.

– تعتبر موسكو كل المقار التي يتواجد بها المرتزقة الأجانب في الأراضي الأوكرانية أهدافًا مشروعة لأسلحتها، لا سيما في خاركييف وأوديسا.

– نفي فرنسا وجود مرتزقة أجانب للقتال ضد روسيا في أوكرانيا سيلزم باريس بعدم إرسال عناصر مقاتلة لمساندة الأوكرانيين لاحقًا.

– تحذير روسي يحمل في طياته الموت لكل مساند لأعمال القتال الأوكرانية على خطوط المواجهة مع حلول الشتاء 2024.

شارك المنشور مع اصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *