«دريل» أخطر القنابل العنقودية.. أداة روسيا الجديدة لردع الغرب في 2024

المرصد العربي – خاص

وتفيد توقعات بتعاظم التحركات الروسية في العام الجاري من التحرك نحو امتلاك أسلحة ردع غاية في التطور والتدمير، بعدما علقت مشاركتها في معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية “نيو ستارت” خلال 2023 متهمةً الولايات المتحدة بعدم الالتزام بها، فضلًا عن وضع روسيا أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا وفقًا لاتفاق ثنائي جرى العام الماضي.

تستمر حرب روسيا وأوكرانيا ومع توالي التحركات الغربية نحو إمداد كييف بالسلاح والعتاد، تتسارع على الجبهة الروسية خطى اقتناء الأسلحة الفتاكة لتعزيز عامل الردع تجاه الغرب، آخر الإعلانات عن أسلحة روسية حديثة تصنف ضمن فئة “الردع” قرب إنتاج قنابل من نوع “دريل” العنقودية والتي ستدخل الخدمة بالجيش الروسي قريبًا.

وتحدث باحثان، بينهما روسي، لـ”المرصد العربي” عن أسباب لجوء روسيا إلى امتلاك أسلحة ردع متطورة على شاكلة قنابل “دريل” الانشطاية العنقودية في 2024 والمسببات التي قد تدفع موسكو لاستخدامها لاحقًا..

قنابل عنقودية “متفوقة”

يقول هوفمان مارتشينكو، الخبير بالمركز الوطني الروسي للدراسات العسكرية، إن روسيا تمتلك قوة عسكرية جبارة تعد في مصاف القوى العالمية إن لم تكن الأقوى، لا سيما ترسانة مخيفة من الصواريخ النووية أبرزها صواريخ “سارمات” الإستراتيجية التي تم وضعها في الخدمة القتالية خلال 2023، وبالتالي فهي صاحبة قوة “الردع” الأولى، والإعلان عن الإنتاج المتسلسل لقنبلة عنقودية انزلاقية جديدة خاصة بها من طراز “دريل” تنتجها شركة Rostec الحكومية للدفاع، بعدما اجتازت كل أنواع الاختبارات يؤكد أنها ستكون نوع من الدفع عن الأمن القومي الروسي وسيكون أول إنتاج منها خلال العام الجاري، في ظل إمدادات غربية بشتى أنواع الأسلحة لأوكرانيا ومن بينها القنابل والذخائر العنقودية التي أمدتها بها الولايات المتحدة.

ويُضيف هوفمان مارتشينكو، في تصريحات خاصة لموقع “المرصد العربي”، أن “دريل” التي تحلق باستخدام أنظمة “غلوناس” الروسية، تعتبر أفضل قنبلة عنقودية في العالم حاليًا وهو ما يضمن لـ روسيا قوة ردع هائلة لا تقل أهمية عن الصواريخ والقنابل النووية وتبقى إستراتيجية روسيا مرتبطة باستخدام القنابل العنقودية في حالات “الاضطرار”، ومن أخك خصائص “دريل” أنها آمنة تمامًا في حال عدم وجود هدف تعمل عليه فإنها تدمر نفسها ذاتيًا وهنا يكمن الاختلاف بينها وبين القنابل العنقودية التي يمكن أن تشكل مصدر خطر على مدى عقود بسبب عدم انفجار جزء كبير منها بشكل مباشر حال سقوطها على سطح رطب أو مرن.

واستعرض هوفمان مارتشينكو، في نقاط متسلسلة عوامل تفوق قنابل “دريل” الروسية الجديدة..

  • تحلق ذاتيًا باستخدام مسار طيران منزلق على هدف على مسافة أكبر ثم تنفتح فوقه في اللحظة المناسبة دون كشفها.
  • يمكنها تدمير المدرعات ومحطات الرادار ومراكز التحكم في محطات الطاقة وأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات وهي أهداف دأبت روسيا على استخدافها في حرب أوكرانيا.
  • مقاومة للتشويش والإجراءات المضادة الإلكترونية والكشف بالرادار مما يجعل تدميرها صعبًا.
  • صالحة للعمل ليلًا ونهارًا وفي جميع الأحوال الجوية ما يجعلها مثالية للأجواء الشمالية من العالم لا سيما مع الشتاء القارس.
  • وزن القنبلة حوالي 540 كيلوجرام ومداها يصل لـ50 كيلومترًا وطول القنبلة 3100 ملم وقطرها 450 ملم مما يتيح سهولة نقلها بشتى الوسائل عبر خطوط مراحل العمليات القتالية لمناطق الإطلاق.
  • غير خطيرة على المدنيين والعنصر المدمر في “دريل” يدمر نفسه ذاتيًا بعد فترة إذا لم يعمل على هدف معين.
  • 2024.. عام التسليح
  • ويرى الباحث في العلاقات الدولية‏ لدى ‏معهد البحوث والدراسات العربية، يسري عبيد، أن الجانب الروسي يدرك جيدًا أنه بصدد فصل جديد من الصراع الملتهب ضد الجيش الأوكراني ومن خلفه الإمدادات الغربية في العام 2024، لا سيما بعد أن خصصت الإدارة الأميركية نحو 38 مليار دولار لتحديث مؤسساتها النووية وخاصة قنابل “بي – 61” التكتيكية خلال 2023، لذلك ستتوالى الإعلانات الروسية عن اقتناء أسلحة فتاكة تعزز عامل الردع في العام الجاري، خاصًة مع التقارب الأمني البريطاني مع أوكرانيا وزيارة رئيس الوزراء، ريتشي سوناك، لـ كييف، الجمعة، للإعلان عن زيادة التمويل العسكري لمساعدة الأوكرانيين على شراء مسيرات عسكرية جديدة، تتضمن طائرات للمراقبة وتنفيذ الضربات بعيدة المدى والمسيرات البحرية، فضلًا عن استمرار الإدارة الأميركية في دعم أوكرانيا خلال عهد الرئيس، جو بايدن.
    وقال يسري عبيد، في تصريحات خاصة لـ”المرصد العربي”، إن الجيش الروسي سيتجه بكل قوة نحو اقتناء أسلحة متطورة وإنتاج أكبر قدر من الأسلحة الذكية والصوارىيخ والطائرات المقاتلة والمسيرات ومن ضمن الأسلحة القنابل العنقودية من نوع دريل، وعلى الأرجح سيكون استخدام موسكو تلك القنابل نوع من الرد على تزويد الغرب أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى يصل مداها أكثر من 500 كيلومتر وقادرة على تهديد أمن المدن الروسية والأهداف الإستراتيجية.
    وأضاف عبيد، أن هناك عوامل تعزز من فرص استخدام روسيا قنابل دريل العنقودية في عام 2024..
  • يحسن الجانب الروسي منذ بداية الحرب في فبراير 2022 استخدام عامل الردع ضد أوكرانيا ودول حلف الناتو.
  • طالما حذرت موسكو العواصم الغربية من مغبة تزويد كييف بأسلحة طويلة المدى تهدد أمن المدن الروسية.
  • تعزيز قوة الردع سيكون شغل الروس الشاغل في قادم الأيام بعدما أصبحت الحرب “تحصيل حاصل” مع فشل الهجوم الأوكراني المضاد.
  • إعلان بريطانيا زيادة الدعم لأوكرانيا في 2024 إلى 2.5 ملياري جنيه إسترليني (3.19 مليارات دولار) بزيادة قدرها 200 مليون جنيه إسترليني عن العامين السابقين (للمسيرات والأسلحة بعيدة المدى).
  • إدراك روسيا أن الحرب ضد الغرب ستحدد مستقبل الدولة وخططها الإستراتيجية القادمة ومصالحها عالميًا.
شارك المنشور مع اصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *