هجوم المسيرات القياسي صوب أوكرانيا.. رسائل روسية لـ الغرب في مطلع 2024

المرصد العربي – عاطف سعد

تعرّضت، أوكرانيا، ليلة رأس السنة إلى هجوم روسي بـ”عدد قياسي” من الطائرات المسيّرة تجاوز الـ90 مسيّرة، استهدف بصورة خاصة لفيف وأوديسا، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

القوات الجوية الأوكرانية، أفادت بتدمير 87 من أصل 90 مسيرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد”، أطلقتها القوات الروسية من 4 اتجاهات، مؤكدةً أن “العدو استخدم عددًا قياسيًا من الطائرات المسيرة الهجومية”. فضلًا عن ضربات روسية بواسطة 4 صواريخ أرض جو من طراز “إس 300” في منطقة خاركيف، و3 صواريخ مضادة للرادار من طراز “كاي إتش 31″، وصاروخ من طراز “كاي إتش 59” في منطقتي خيرسون وزابوريجيا.

الضربات الروسية بالمسيرات تسببت في رفع الجيش الأوكراني، الثلاثاء الماضي، حال التأهب الجوي، وسط تحذيرات من وجود تهديد بضربات صاروخية روسية جديدة، وسط معلومات عن 9 قاذفات استراتيجيّة روسية أقلعت من قاعدة في شمال روسيا، بجسب ما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية.

تبقى هناك رسائل ونقاط مهمة تفسرها ضربات المسيرات الروسية صوب أهداف أوكرانية في ليلة رأس السنة مع أول خيوط العام الجديد، والتي وضحها باحثان، أحدهما روسي، تحدثا لـ”المرصد العربي” في السطور التالية..

الهجوم القياسي.. ودلالات التوقيت

يقول مدير مركز “جي سي إم” للدراسات ومقره موسكو، آصف ملحم: في هجوم اليوم الأول في سنة 2024 استهدفت الجيش الروسي بالمسيرات، منطقة دوبلياني في مقاطعة لفوف، وتحديدًا، متحف رومان شوخيڤيتش، وجامعة لفوف الوطنية؛ وفي هذه الجامعة درس ستيبان بانديرا، ويعتبر رومان شوخيڤيتش وستيبان بانديرا من مؤسسي الفكر النازي في أوكرانيا؛ فستيبان بانديرا، كان يقود منظمة الوطنيين الأوكرانيين، في حين كان رومان شوخيڤيتش، يقود جيش التمرد الأوكراني، وتعتبر هاتان المنظمتان متطرفتين وفقًا للقوانين الروسية.

ويضيف آصف ملحم، خلال تصريحاته لموقع “المرصد العربي“: يبدو أن روسيا اختارت توقيت هذه الضربة؛ بعناية فالأول من يناير الجاري هو يوم مولد ستيبان بانديرا، كما أنه في مساء ذلك اليوم، بعد الضربة مباشرةً، خرج العشرات في مدينة أوديسا حاملين صور ستيبان بانديرا ورافعين الرموز النازية في مسيرة رمزية داعمة للفكر النازي.

ويرى آصف ملحم، أن هذا الهجوم يحمل رسائل مباشرة للدول الغربية، تؤكد أن روسيا ماضية في هذه المعركة حتى تقضي على الفكر النازي في أوكرانيا، وهذه ما يمكن اعتباره الرسالة الأولى.

– الرسالة الثانية، استهداف روسيا بالمسيرات، نال من البنى التحتية العسكرية لصناعة المسيرات، والمطارات التي تنطلق منها المقاتلات القادرة على إطلاق صواريخ Storm Shadow بريطانية الصنع، للتأكيد على أن روسيا ستستنزف الغرب، قبل أن يتمكن الأخير من تحقيق أي نصر على موسكو.

– الرسالة الثالثة، مُضمّنة بالاستخدام الكثيف للمسيرات، فروسيا سابقًا كانت تستخدم المسيرات للأغراض المدنية فقط، ولم تكن صناعة المسيرات القتالية والمسيرات صغيرة الحجم متطورة في روسيا، وتغيرت الأمور.

– الرسالة الرابعة، موسكو تضرب بسلاح الغرب وكييف وبقوة وكثافة في رسالة ذات مغزى، فالمسيرات ستقلص الاعتماد على العناصر البشرية، والموارد البشرية هي الأهم في معركة الاستنزاف للأسلحة والعتاد الغربية في وقت يعاني اقتصاد الغربيين من مغبة استمرار الدعم لأوكرنيا.

وتبقى الرسالة الخامسة، في إشارة الرئيس فلوديمير بوتين، أثناء زيارته لجرحى الحرب في مستشفى فيشنيفسكي العسكري المركزي بأن أوكرانيا ليست عدوًا لروسيا، وتأكيده بالقول إن (العدو هو أولئك الموجودون في الغرب الذين يريدون الهزيمة الاستراتيجية للاتحاد الروسي، منذ زمن سحيق، حدد الغرب مهمة التعامل مع روسيا، لكن يبدو أننا سنتعامل معها بشكل أسرع).

وفي ذلك اللقاء أضاف بوتين، بأن الولايات المتحدة تصنع حوالي 14 ألف قذيفة مدفعية عيار 155ملم، في حين يستهلك الجيش الأوكراني 4 إلى 5 آلاف قذيفة يوميًا، لذلك فإن استنزاف الغرب سيتحقق أولًا.

وحسب تقارير في العام 2024 ستصبح روسيا قادرة على إنتاج أعداد كبيرة من المسيرات القتالية اعتمادًا على إمكاناتها الذاتية فقط؛ إذ تم بناء مصنع المسيرات في منطقة تبعد أكثر من 1000 كم عن الحدود الأوكرانية.

رسالة حمراء

يرى الباحث المتخصص في الشأن الدولي، أحمد سلطان، أن الهجوم الروسي بالطائرات دون طيار شهد استخدام مسيرات من طرازي “شاهد 131″ و”شاهد 136” وهي طائرات إيرانية الصنع بالأساس، واللافت للنظر أن هذه “الدرونز” حققت اختراقًا كبيرًا في منظومات الدفاع الجوي الأوكراني وبمثابة رسالة شديدة اللهجة لأوكرانيا والداعمين الغربيين، حيث لم تتمكن القوة النيرانية والتكنولوجيا الاعتراضية الأوكرانية والغربية من إسقاط أسطول المسيرات الروسية ما يترجم تراجع كفاءة دفاعات أوكرانيا الجوية.

وأضاف أحمد سلطان، في تصريحات خاصة لـ”المرصد العربي“، أن روسيا تؤكد بضربات المسيرات على قدرتها تطوير تكتيكات الهجوم صوب الأهداف الأوكرانية، ومن بين الخطط الجديدة ضرب تمركزات وخطوط الجبهة القتالية بشكل مباشر، كما أن طلي السطح الخارجي للمسيرات بالكربون الأسود التي تمتص موجات الرادار وصعوبة اكتشافها.

وساق أحمد سلطان، في عدد من النقاط العديد من الأمور التي تدلل على قوة موقف روسيا واستراتيجيتها التي ستطبقها في العام 2024..

– روسيا تؤكد للغرب أن الدعم إن قل أو كثر لا فائدة منه وأنها متسيدة المسرح القتالي في حرب أوكرانيا.

– رسالة روسية مهمة في العام الجديد بقدرتها على كسب المعركة عن بعد وعلى خطوط الالتحامات المباشرة.

– كارت قوة جديد تلوح به روسيا للضغط على الغربيين بالسير قدمًا في طريق إخضاع أوكرانيا لشروط روسيا تمهيدًا لوقف القتال.

– استراتيجية روسيا الجديدة في 2024 أن أوكرانيا كلها متاحة وفي مرمى النيران الروسية.

– جرس إنذار للغرب بأن ما يحدث في غزة من ضربات إسرائيلية شديدة يمكن أن يحدث داخل حليفتهم أوكرانيا. – موسكو تلوح بسيرها في طريق إنهاء الحرب لصالحها لوقف حصار العقوبات الغربية والسير نحو اتفاق بشروط روسية.

شارك المنشور مع اصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *