المرصد العربي – خاص

يفتح اقتراب تسليح أوكرانيا بمقاتلات “إف 16” الأمريكية أبواب مواجهة مرتقبة جديدة بين الأسلحة الغربية المتطورة ونظيرتها الروسية، لا سيما في ظل التفوق الروسي الواضح في المعركة ضد أوكرانيا التي ستتسلم 19 مقاتلة شبحية من طراز (إف 16) قادمة من هولندا والدنمارك بموافقة واشنطن.

وتعتمد أوكرانيا على طائرات قديمة مثل طائرات ميغ 29 الروسية الصنع وطائرات سوخوي، وبحسب خبراء، تتمتع طائرات إف-16 الأمريكية بأحدث التقنيات وقدرات الاستهداف، كما أنها أكثر تنوعًا وقدرة على المناورة والإفلات من الرادارات والتخفي.

وفي أغسطس الماضي، جددت روسيا إنذارها للعواصم الغريبة وواشنطن من تزويد أوكرانيا بمقاتلات (إف 16)، وحذر وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، من خطر حدوث صدام مسلح مباشر بين الولايات المتحدة وروسيا، على خلفية امتلاك كييف لطائرات “إف–16” باعتبارها قادرة على حمل أسلحة نووية باعتبارها بمثابة تهديد غربي في المجال النووي، فيما شددت موسكو على أن تلك المقاتلات إذا ما ظهرت في سماء أوكرانيا ستكون هدفًا مباشرًا لأسلحتها.

مواجهة مؤجلة

ويقول الباحث الروسي متخصص في الشؤون الدفاعية، هوفمان مارتشينكو، إن الشروط التي وضعتها هولندا والدنمارك لاتمام صفقة انتقال مقاتلات “إف 16” لأوكرانيا ترتبط باختيار أفراد أوكرانيين لقيادة الطائرات الشبحية الأمريكية واختبارهم وتدريبهم بنجاح، بالإضافة إلى توفر البنية التحتية والخدمات اللوجستية والتراخيص اللازمة، وهو ما يعني وجود فترة قد تمتد لآخر العام 2023 على الأقل قبل دخول تلك المقاتلات القوية أرض المعركة وتصبح سلاحًا طوعيًا في يد الأوكران.

وأضاف الباحث الروسي هوفمان مارتشينكو، في تصريحات خاصة لـ”المرصد العربي” أن الغرب لا يريد انخراطًا مباشرًا ضد روسيا خشية أن تكون هناك إجراءات تصعيدية في المواجهة تستهدف أراضي أو منشآت أو أهداف حيوية في عواصم غربية مقابلة، كما أن الغرب يستخدم كييف كـ”مخلب قط” ضد روسيا التي تمتلك أسلحة غاية في التطور والقوة من بينها أنظمة الدفاع الجوي الروسية (إس-300) و(إس-400) وطائرات (ميج-31) و(سو-35).

مقاتلات “إف 16” إذا تم تسليمها إلى كييف سيتم استخدامها لأغراض دفاعية أو ستشارك في عمليات خطيرة، وبحسب وكالة برومبرغ تبقى الطائرات الأمريكية إمكانياتها أقل من ناحية عمل الرادارات والصواريخ، وذات مدى أقصر مقارنةً بأحدث المقاتلات وأنظمة الدفاع الجوي الروسية.

وحسب إحصاءات فإن (إف 16) التابعة للجيش الأمريكي والتي تنتمي إلى الجيل الرابع من المقاتلات هي من الطائرات التي شهدت 27 حادثًا في 10 سنوات فقط وذلك خلال الفترة من 2011 إلى 2021، أي بمعدل أكثر من مقاتلتين سنويًا، وشهد العام 2013 أكثر حوادث تلك المقاتلة الشبحية بواقع 7 حوادث في عام واحد، بينما شهدت حادثًا وحيدًا في العام 2023.

مواصفات إف 16 Fighting Falcon

– تم تسليم آخر 2.231 مقاتلة للقوات الجوية الأمريكية في مارس 2005.

– قبلت الحكومة الأمريكية أول إصدار من F-16D في يناير 2009.

 – طول الطائرة 46 قدمًا (15 مترًا).

– طول جناحيها 31 قدمًا حوالي 9.45 مترًا.

– تعمل بمحرك توربيني واحد من طراز “برات آند ويتني” أو “جنرال إلكتريك” يولد 23 إلى 29 ألف رطل (102 إلى 130 كيلووات) من الدفع مما يسرع الطائرة إلى أكثر من ضعف سرعة الصوت.

– تشمل سلاح مدفع عيار 20 ملم بالإضافة إلى ملحقات تحت الأجنحة وجسم الطائرة ومجموعة كبيرة من القنابل والقذائف.

– ذات حمولة قتالية نموذجية وتزن حوالي 23 ألف رطل.

– أثبتت فعاليتها في القتال الجوي والهجوم البري في الكثير من الحروب والصراعات.

وقال الباحث في الشأن الدولي أحمد العناني إن أمريكا تضحي بالدول القريبة والجارة من روسيا وتضعها في خط المواجهة مع موسكو، مطلقة تصريح مباشر منها لتلك الدول بإمداد كييف بمقاتلات إف 16 باعتبارها كارتًا قويًا في المواجهة ضد الجيش الروسي، فواشنطن تخشى سقوط نظام فولوديمير زيلينسكي وسقوط باقي أراضي أوكرانيا بيد روسيا بعد فشل وبطء مراحل الهجوم المضاد الذي تكلف خلال أكثر من شهرين ونصف الشهر عشرات المليارات من الدولارات بين إنفاق عسكري أو حزم مساعدات مالية، فضلًا عن جهود دعم البنية التحتية وفاتورة إعادة الإعمار اللاحقة، وبالتالي لابد من خطة إنقاذ بإدخال كارت قوي (إف 16) ولكن بمساعدة خارجية لتجنب المسؤولية والمواجهة العسكرية المباشرة مع روسيا.

وتوقع أحمد العناني، في تصريحات خاصة لـ”المرصد العربي”، عدم دخول الطائرات (إف 16) مع انضمامها لسلاح الجو الأوكراني إلى نظاق المجال الجوي الروسي أو استهداف العمق (موسكو) لوجود العديد من الأسلحة الروسية والصواريخ كمنظومات “إس 300″ و”إس 400” الاعتراضية المتطورة والقادرة على إسقاطها، كما أن الأوروبيون لا سيما بريطانيا وفرنسا وأمريكا ليسوا بأغبياء للدخول في صدام نووي مباشر مع موسكو التي تعد القوة الثانية عالميًا بموازين القوى التسليحية والجوية.

وفند العناني، إقدام الغرب على تحريك وتسريع خطوات إمداد أوكرانيا بمقاتلات إف 16 كونها أحد آخر الأوراق الهامة في الدعم قبل رفع الراية البيضاء أمام روسيا، لا سيما مع تعاظم الخسائر الاقتصادية وقرب حلول الشتاء وتجدد أزمتي الطاقة والإنتاج في أوروبا، فضلًا عن أن الغربيون يريدون غسل أيديهم من خسائر أوكرانيا وتوضيح أنه يبذلون كل الجهود لاستعادة كييف 20 بالمئة من أراضيها التي أصبحت تحت سيطرة موسكو وتبقى مقاتلات إف 16 تحت رحمة العديد من الأسلحة الروسية المتطورة والاعتراضية.

منظومة إس 400

– اسم يطلق على منظومة الدفاع الجوي الروسية التي تم تطويرها من عائلة “اس 300”.

– قادرة على مواجهة أهداف على مسافة تتراوح بين 40 إلى 400 كلم.

– أفضل منظومة في تاريخ صناعة الصواريخ بحسب خبراء عسكريين.

– تتميز “إس 400” بدقتها وقدرتها على كشف الأهداف على مسافة 600 كلم.

– تستطيع اعتراض وتدمير الصواريخ بالستية والطائرات الشبحية من الجيل الرابع.

“سو – 35”

يبلغ طولها 22 مترًا وارتفاعها 6 أمتار.

سرعتها الجوية فتصل إلى 2800 كيلومتر في الساعة على ارتفاع 11 كيلومترًا.

سرعتها تفوق المقاتلة الأمريكية الشبح “إف 35” التي تبلغ 1900 كيلومتر في الساعة.

مدى الطائرة فهو 3600 كيلومتر وقد يصل أقصى مداها إلى 4500 كيلومتر، في حال تمت إضافة خزانات وقود خارجية.

كما أن قدرتها الفائقة على المناورة وتزويدها بصواريخ جو- جو بعيدة المدى يؤمن لها التفوق بالمعارك الجوية مع المقاتلات المعادية الحديثة، وهي تلاحق 30 هدفًا في وقتٍ واحد، ويمكنها الهجوم على 8 أهداف في نفس الوقت.

– تلقب بـ”ملكة المقاتلات”.

– ودخلت الخدمة في الجيش الروسي عام 2014.

– بلغ عددها في “القوات الجو-فضائية” نحو 100 مقاتلة.

– طائرة من جيل “4 ++” ذات مواصفات تقرّبها من الجيل الخامس.

– محركها ذو اتجاه متغير لقوة الدفع.

– تتميز بقدرة فائقة على المناورة السريعة يضمن لها التفوق.

– مزودة بنظام القيادة الرقمي المعلوماتي وبرادار ذي هوائي شبكي.

– تعد نسخة متطورة من المقاتلة الروسية “سو-27”.

– مقاتلة متعددة المهام أحادية المقعد ثنائية المحرك.

– صنفتها مجلة “ميليتري ووتش” الأمريكية في أبريل 2022 على قائمة أخطر 5 مقاتلات في العالم.

– بحسب تقديرات عسكرية منذ بداية الحرب خسر سلاح الجو الأوكراني نحو نصف أسطوله بفضل “سو- 35”.