”وُلدت بدون ذراعين” حكاية تحدى الطفلة ”جنة” بالرسم والكتابة بقدميها

بوجه مبتسم وعينان لامعة بالتحدى والقوة رغم سنها الصغير، جسدها النحيف بداخله روح الأبطال وقلب مُفعم بالأمل، حظت بنصيب من اسمها “جنة” وهى حولت حياتها إلى جنة إصرار وتحدى على الأرض، وُلدت بدون ذراعين ولكن الله حباها بقدمين يتمتعان بليونة خارقة، وأصبحت قدماها تقوم بدور الذراعين، قصة عزيمة بقطار أولى محطاته المحنة حتى وصل للمنحة الإلهية لبقية العمر.

تجلس “جنة” على مقعدها وأمامها طاولة متراص عليها أدوات الرسم وكأسًا من الماء، وبدأت تمسك القلم بأصابع قدميها وترسم الأشجار والمنازل، وفى منتصف الوقت تمسك كأس الماء لتشرب، لوهلة تشعر وكأن قدم الطفلة “جنة” ذراعًا يتحرك بكل ليونة أمام نصب عينك وهذا يجعلك تتعجب من هبة الله وقدرته فى منح هذه الطفلة الذكاء والليونة بالقدم لتقوم بمهامها من أكل وشرب ورسم والمذاكرة مثلها كمثل أى طفل بذراعين.

التقت عدسة “المرصد العربي” ببطلة التحدى الطفلة “جنة محمد عبدالجواد” طالبة بالصف الثانى الإبتدائى بمدرسة السيدة خديجة بدمنهور، محافظة البحيرة، لترصد قصة تحدى جنة التى ولدت بدون ذراعين وسرعتها بالكتابة والرسم بأصابع قدميها، تبدأ تتحدث الطفلة جنة بصوت هادئ قائلة “وُلدت بدون ذراعين، وماما علمتنى أكتب وأرسم بقدمى، بحب مدرستى ومادة الرياضيات، ونفسى اطلع دكتورة أطفال وأعالجهم، أكل وأشرب طبيعى بقدمى ولا أشعر بالضعف أو العجز ودائمًا ابتسم ومعى ألوانى وأدوات الرسم”.

“ابنتى ولدت بدون ذراعين وليس هناك أى عوامل وراثية لذلك، ولكن الله إذا أحب عبدًا ابتلاه وطفلتى جنة هبة ونعمة من الرحمن” هكذا عبرت “أميرة أحمد زين الدين” والدة الطفلة جنة عن الرضا بحالة ابنتها، لتستكمل حديثها قائلة “بدأت اهتم بوضع جنة واتابع مع الأطباء منذ ولادتها، وعندما كبرت حرصت على تعليمها التحكم بأصابع قدميها لتعمل بوظيفة الذراعين”.

وتابعت “أميرة” ابنتى عندما تحدثت أولى كلماتها قالت “أين ذراعى ولماذا ليس لدي ذراع مثل إخوتى” وفى هذه اللحظة شعرت بأن الله يختبر صبري على ابتلاء ابنتى، ولكنى بدأت اشرح لها بأن هذه حكمة الله ولابد من أن نرضى، وأن الله يحبك واختارك بأن تكونى مميزة، وبالفعل استجابت جنة لكلامى وأدركته ومنذ هذا اليوم وهى تحارب كالأبطال وتفوقت دراسيًا ودائما تبتسم.

وأضافت والدة “جنة” الأطباء نصحونى بعدم تركيب أطراف صناعية فى هذا العمر لإبنتى “جنة” لأن سيتغير حجم العضلات والعظام، ولذلك سأظل نتابع حالتها حتى يحين وقت تركيب الأطراف، وأعلمونى أن سيكون ثمنها باهظًا، لذلك أتمنى من أن يكون هناك طبيبًا يتبنى حالة جنة للإشراف عليها ويحقق حلمها بأن يكون لديها ذراعًا حتى ولو كان صناعيًا.

شارك المنشور مع اصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *