هل تضغط أمريكا على إسرائيل لوقف «حرب غزة»؟

تعمل الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن على تقييد استخدام الجيش الإسرائيلي في غزة بهدف خفض الخسائر المدنية وتقليص خطر التصعيد العسكري الأوسع، في الوقت الذي يشهد فيه انقسامًا داخليًا واسعًا بسبب سياستها في الشرق الأوسط.

كما أن أكثر من 500 موظف في 40 وكالة حكومية انتقدوا دعم بايدن لإسرائيل في حربها على غزة في رسالة وجهوها إليه وطالبوا بوقف العنف وتحقيق الهدوء والإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين والفلسطينيين وإعادة إمدادات الخدمات الأساسية إلى غزة، وفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

وتعبر الرسالة التي لا يزال مرسلوها مجهولين عن التوتر المتزايد بين الدبلوماسيين الأمريكيين نتيجة لسياسة بايدن خلال الأسابيع الأولى من الصراع.

وهذه السياسة أكدت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها علانية، في حين حاولت بشكل سري تقليل انتقامها، ويرى المنتقدون أن هذا النهج لم يكن فعالاً.

كما تشير ملاحظات تشارلز ليستر، الباحث البارز في معهد الشرق الأوسط، إلى وجود معارضة وإحباط داخل الإدارة الأمريكية بسبب قلق متزايد من الرد العسكري الإسرائيلي الكبير في غزة.

ويركز الانشقاق الداخلي بشكل كبير على تصريحات بايدن العلنية والتشكيك في حجم الإصابات في غزة.

وألف موظف في الوكالة الأمريكية للتنمية وعشرات من موظفي وزارة الخارجية وقّعوا رسائل تطالب بسياسات أكثر فعالية للحد من قتل المدنيين وتغيير السياسة الخارجية الحالية.

وأكد مسؤولون أن وزير الخارجية أنطوني بلينكن أدرك هذه المعارضة وأعرب عن فهمه للأثر الشخصي لهذه الأزمة على الموظفين.

ويفيد المسؤولون الأمريكيون أن الإدارة بصفة متكررة دعت إسرائيل إلى ضبط النفس والحاجة لتقليل الخسائر المدنية، وأشار البنتاغون إلى أنه ينصح الجيش الإسرائيلي بطرق استهداف حماس في غزة لتقليل “الأضرار الجانبية” في الوقت نفسه.

ويؤكد المسؤولون أن هناك دعما داخل الحكومة الإسرائيلية لشن ضربة استباقية على حزب الله في لبنان بعد 7 أكتوبر، بهدف ردع التهديد وتجنب فتح جبهة ثانية قبل الهجوم البري على غزة.

ووفقًا لهم، تخلي الولايات المتحدة عن هذه الضربة جزئيًا كان نتيجة لاعتقادها بأهمية تفادي تصاعد الصراع الإقليمي في الوقت الحاضر.

ويشيرون إلى أن حزب الله نفسه لا يرغب في تصعيد النزاع، وأن إطلاق الصواريخ عبر الحدود الشمالية لإسرائيل يعتبر وسيلة للحفاظ على مصداقيته كرمز للمقاومة ضد إسرائيل.

وأشاد المسؤولون الأمريكيون خلال حديثهم عن غزة، حيث أكد الرئيس بايدن يوم الاثنين ضرورة حماية المستشفيات، وأكد مستشار الأمن القومي جيك سوليفان في نفس اليوم أن الحوارات مستمرة على مستوى مختلف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحث إسرائيل على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المدنيين.

وزادت مديرة وكالة التنمية الأمريكية سامنتا باور من حدة خطابها يوم الثلاثاء، حيث دعت إسرائيل إلى إعادة تأمين الاتصالات، والكهرباء، وخطوط المياه والوقود إلى غزة.

ويرجع المسؤولون الأمريكيون تشديد اللهجة الأمريكية إلى التطورات الميدانية في غزة والانشقاق الداخلي.

ويشير دبلوماسيون كبار إلى أن صوت الانشقاق المتزايد يعزى جزئيا إلى اختلاف الجيل، حيث يمتلك الموظفون الشبان في السياسة الخارجية أهمية أكبر ومؤهلات أعلى للتأثير في السياسات بشكل أكبر من سابقيهم.

شارك المنشور مع اصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *