هجمات عنيفة ومحاولات إثبات الذات.. صراع المسيرات يتجدد بين روسيا وأوكرانيا

المرصد العربي – خاص

عادت حرب المسيرات مجددًا وبشدة بين روسيا وأوكرانيا، لتفرض نفسها على مسرح المعركة المشتعلة بين البلدين منذ 22 فبراير 2022.

وحسب تقارير، يقوم المتخصصون الروس “باختبار” أنظمة الطائرات المسيرة بشكل حثيث متجاوزين بقية دول العالم من بينها إيران وأمريكا وتركيا، ولدى موسكو فرصة لتولي موقع ريادي في السوق الدولية.

ضربات المسيرات

وفي آخر التطورات، قالت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، إن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت 20 طائرة مسيرة أوكرانية فوق مناطق روسية منها العاصمة موسكو. وذكر رئيس بلدية موسكو أنه تم تدمير عدة طائرات مسيرة أثناء اقترابها من العاصمة الروسية.

وقالت الوزارة في بيان، إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 9 طائرات بدون طيار فوق أراضي موسكو وتولا وكالوغا وبريانسك، كما أعلنت تدمير 11 طائرة دون طيار فوق أراضي 4 مناطق في المنطقة الفيدرالية المركزية.

كما أعلنت أيضًا اعتراض صاروخين أوكرانيين فوق بحر آزوف متجهين نحو أراضيها، بعد ساعات من إعلانها إسقاط طائرات مسيرة فوق ثلاث مناطق روسية.

على الجانب الآخر، تعرضت العاصمة الأوكرانية، السبت، لما وصفه مسؤولون بأنه أكبر هجوم روسي بطائرات مسيرة خلال الحرب، والذي أدى إلى إصابة خمسة أشخاص، واستيقظ السكان فجراً على دوي الدفاعات الجوية والانفجارات.

سيفاستوبول.. في مرمى المسيرات

في وقت سابق، قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، إن بلاده لديها أسطولًا كاملًا من الزوارق الهجومية غير المأهولة، والتي تعمل بالفعل في البحر الأسود.

ويقول الباحث الروسي مدير مركز “جي سي إم” للدراسات ومقره موسكو، آصف ملحم: تعتبر شبه جزيرة القرم ومدينة سيفاستبول أهدافًا دائمةً للمسيرات البحرية والجوية الأوكرانية، لذلك فإن مستوى التهديد الإرهابي فيهما دائماً (أصفر)، أي أن التهديد متوسط الخطورة.

وأضاف آصف ملحم، في حديث خاص إلى “المرصد العربي”: يبدو أن أوكرانيا اختارت توقيت هذا الهجوم الأخير المزدوج بالمسيرات البحرية والجوية، أي 22 نوفمبر، كونه الذكرى العاشرة لاندلاع الاحتجاجات في ميدان كييف عام 2013، والتي أدت إلى عزل الرئيس الأسبق فيكتور يونيكوفيتش، الأمر الذي أدخل أوكرانيا والعالم كله في طور جديد من العلاقات والتغيرات الجيوسياسية الكبيرة.

وفي نفس السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية بانتظام عن تدمير المسيرات البحرية الأوكرانية في البحر الأسود وتدمير مواقع تخزين وإنتاج هذه المسيرات.

على وجه الخصوص، في 30 أكتوبر، تم الهجوم على أكبر مصنع لإصلاح السفن في أوكرانيا، وهو حوض بناء السفن إيليتشيفسك، الواقع بالقرب من ميناء تشيرنومورسك في مقاطعة أوديسا.

واستعرض ملحم في نقاط أماكن الضربات الأوكرانية بالمسيرات ومدى قوتها وخصائصها التدميرية..

– تمكنت القوات الروسية من السيطرة على المسيرات البحرية على الشواطئ الغربية لشبه جزيرة في منطقة (دانوزلاف)، والتي تبين أنها من نوع MAGURA-V5.

– أول من تحدث عن وجود هذه المسيرات هي ناتاليا غومينوك، مديرة المركز الإعلامي الأوكراني الموحد لقيادة عمليات الجنوب، في إحدى اللقاءات التلفزيونية في أغسطس الماضي.

– الدرونات الأوكرانية تستطيع السباحة لمسافة 800 كيلومتراً وكتلتها المتفجرة 200 كيلوغراماً.

– أما الطائرات دون طيار فجميعها نماذج صينية الصنع من طراز Mugin 5 pro، تم تدمير الأول في منطقة طرخانكوت الغربية.

– وسقط اثنان آخران في قرية تشيرنومورسكوي، أحدهما بالقرب من مبنى سكني، وانهار الأخير فوق منطقة كيباريس، ولم تقع أي أضرار أو إصابات نتيجة الهجوم.

– يمكن لهذه الطائرات دون طيار أن تطير لمدة 7 ساعات وتحمل ما يصل إلى 25 كجم من المتفجرات.

– المدى – حوالي 800 كيلومتر.

– متوسط ​​السرعة 120 كم/ساعة.

– يبلغ سعر كل منها حوالي 11 ألف دولار.

أسباب كثافة هجمات طائرات دون طيار

ويرى الباحث في الشأن الدولي، أحمد سلطان، أنه مع دخول فصل الشاء يقل زخم العمليات الهجومية بالنسبة للجبهتين الروسية والأوكرانية ويصبح هناك حالة من الهدوء النسبي، مقارنة بالأوضاع في فصلي الربيع والصيف، وحالة الهدوء ليست تهدئة وهي حالة من الانخفاض في وتيرة العمليات على جبهة القتال فيما يتعلق بالمواجهات على الأرض والمباشرة والميدانية.

وقال أحمد سلطان، في تصريحات خاصة لـ”المرصد العربي”، إن أوكرانيا وروسيا أيضًا تلجأن إلى سلاح المسيرات لتنشيط الجبهة وأوكرانيا أمامها عقبات وتحتاج إلى سلاح جديد، وتخسر طاقتها وذخيرتها في ظل انشغال الممول الأول بالسلاح والعتاد (الولايات المتحدة) في دعم إسرائيل خلال الحرب على قطاع غزة، وبالتالي اللجوء للمسيرات خيار تكتيكي جيد في هذا التوقيت لكونه منخفض التكلفة وذو قدرة تدميرية عالية نسبيًا وسهل التشغيل والتصنيع محليًا، وهو أمر تبرع فيه موسكو وكييف أيضًا.

وفسر العناني ضراوة وكثافة ضربات وهجمات المسيرات البحرية والطائرات دون طيار بين روسيا وأوكرانيا في الأيام الأخيرة..

– تشكل عامل إزعاج واستهداف مباشر للقوات الخاصة لروسيا وأوكرانيا.

– صيادًا مثاليًا للمدرعات والدبابات وتجمعات الجنود وأماكن الإعاشة وخطوط الإمداد.

– سهلة الإعداد بواسطة المدنيين الأوكرانيين وصناعتها محليًا تجعلها تعويضًا عن السلاح الغربي لأوكرانيا.

– تدخر روسيا طاقتها الاقتصادية المرهقة بفعل طول حرب أوكرانيا خلال الشتاء فيما يضمن لها سلاح المسيرات بقاء الوضع جامدًا على الأرض، وهو انتصار دون كلفة مادية.

– يحاول الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، باستمرار توجيه ضربات بالمسيرات إثبات وجوده أمام القادة الغربيين الضاغطين عليه بالتفاوض مع النظام الروسي.

وتؤكد تقارير، أن أوكرانيا تحاول بشتى الطرق لفت نظر الغرب وأمريكا إلى معاودة ضخ الإمدادات والأسلحة على وتيرتها السابقة قبل 7 أكتوبر الماضي، عن طريق توجيه ضربات بالمسيرات صوب روسيا.

شارك المنشور مع اصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *