سيدة من قصص زمام، ملامحها تفسر دروب قاسية عبرتها، نظرات من المحبة ونبرات صوت قوية تكسوها عواطف الجدة المسنة، جالسة على عرش عائلة تضم 15 ابنا وأكثر من 145 حفيدا، يقف أولادها وأحفادها طابورا يُغلق مداخل العمارة فى الأعياد والمناسبات العائلية ليُقبلوا يديها ويأخذوا البركات.
قصة كتب كتابها وزواجها أشبه بفيلما سينمائيا يحكى عن الطفولة والزواج المبكر، كانت طفلة تلعب بالحصى يوم زفافها أخذوها لترتدي فستان الزفاف ولا تدري أنها عروس ستتحمل مسؤولية زواج وأسرة، لتتحول هذه الطفلة إلى امرأة قوية الرأى نُزع من قلبها الضعف لتُساند زوجها المريض في التجارة على مدار 60 عاما وتبني أكبر عائلة مكونة من أحفاد بمحافظة البحيرة.
“فاطمة تعلبة البحيرة” الحاجة اعتماد أكبر جده لديها أحفاد بالبحيرة بـ145 حفيد.
“تزوجت وأنا بعمر 13 عاما وحضرت 4 أجيال من أحفادي”.. هكذا بدأت الحاجة “اعتماد” صاحبة الـ80 عاما من مدينة إيتاى البارود، محافظة البحيرة، تروى قصتها مع أحفادها وأحفاد أحفادها قائلة: عشت طفلة وأنجبت 15 ابنا وأنا فى سن صغير بعدما تزوجت حب عمري، وفى وقتها مهري كان 5 جنيهات وحالته كانت غير ميسورة، وقفت بجانب زوجي وعملنا بالتجارة فى الخضراوات والفاكهة وبعدها بعامين أهداني كيلو وربع ذهب ليعوضني عن تعبي وتحملي المسؤولية بجانب محنته.
وفى وصلة من الضحك واسترجاع الذكريات، استكملت الحاجة اعتماد محمد عطيفي حديثها:”في يوم كنت أعمل مع زوجي فى أرضنا بالصحراء فى مدينة السادات بالمنوفية، وجاء مجموعة من اللصوص لسرقتنا، قمت بضربهم وتقييدهم بالحبال في الشجرة بمفردي، كانت لدى قوة من الحديد تفوق الرجال، مرض زوجي بداء السكري علمني أن أكون قوية وعكازا له ولأبنائي الـ15 وأصبحت اتحمل مشاكلهم وأعمل على حلها.
شايلة فلوس الحج فى جيبي.. وحلمي أتكرم كأم مثالية من الرئيس السيسي
وتابعت “الجدة” حافظة أسماء أحفادي الـ145 بالإسم وبيزوروني ليل ونهار، توفى 4 من أبنائي ولكن أحفادي دائمين الزيارة في رمضان والأعياد لا يفارقوني، حلمي أزور بيت الله الحرام وأتكرم من الرئيس عبدالفتاح السيسي، كافحت وشقيت على ولادي وساندت زوجي حتى توفاه الله من 10 سنوات، وحتى الآن أنا كبيرة العائلة وأتاجر وأعمل في التجارة التي تعتبر بمثابة النفس والروح بالنسبة لي.
وقال فرج ابن الحاجة اعتماد: أمى هي كبيرتنا وكل حياتنا دائما مجمعانا وبتحل مشاكلنا، رأيها واحد وكلمتها واحدة شديدة وشخصيتها نسخة طبق الأصل من “فاطمة تعلبة”، تعبت كثيرا فى حياتها وقامت بتربيتنا ونحلم بتكريمها كأم مثالية.