روسيا تكثف من هجوم المسيرات.. 2023 أكبر مواجهة بالسلاح الرخيص

المرصد العربي – خاص

أطلقت روسيا أطلقت أكثر من 300 طائرة دون طيار وصواريخ من مختلف الأنواع على مدن أوكرانية منذ يوم الجمعة الماضي، في هجمات موجهة هي الأشد كثافةً بالمسيرات منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في 22 فبراير2022، فيما أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الأربعاء، أنه سوف يساعد في شراء نحو 1000 صاروخ من طراز باتريوت حتى يتمكن الحلفاء من حماية أراضيهم بشكل أفضل في ظل تكثيف روسيا هجومها.

وتزايدت الهجمات بواسطة مسيرات على الأراضي الروسية، بعيداً عن الجبهة الأوكرانية، الصيف الماضي، فيما كانت كييف تشن هجوماً مضاداً سعياً لتحرير الأراضي التي ضمتها القوات الروسية.

وتعتبر المواجهة الروسية الأوكرانية أكثر الحروب والصراعات العسكرية التي شهدت استخدامًا موسعًا للمسيرات؛ في السياق تحدث باحثان، أحدهما روسي، لـ”المرصد العربي” عن أهم أنواع المسيرات وتصنيعها وأسباب اعتماد الجانبين عليها.

روسيا.. ميدان جديد للتفوق

يقول الباحث الروسي المتخصص في الشؤون الدولية، تيمور دويدار، إن روسيا تمتلك سلاحًا جويًا يعد من بين أقوى القوات الجوية في العالم ولديها أسراب مقاتلة من الجيلين الرابع والخامس فائقة التطور والتسليح وأخرى لم يتم الكشف عنها بعد للدوائر الغربية، وقاذفات استراتيجية ربما لا تمتلكها جيوش كبيرة ولكن الاعتماد أكثر كان على سلاح المسيرات الذي طورت منه روسيا كثيرًا في العام 2023، ضمن مشروع لتطوير أنظمة المسيرات بحلول 2030.

وكان الرئيس فلاديمير بوتين، أصدر توجيهات للحكومة بالتعاون مع منصة مبادرة “التكنولوجيا الوطنية”، للعمل على إنشاء مراكز إنتاج واختبار للطائرات المسيرة في عدد من المدن الروسية من بينها (موسكو وسانت بطرسبرج وسيفاستوبول)، ولعل دخول موسكو حرب المسيرات هذا العام يندرج تحت لواء التحدي ضد القوى الغربية التي أمدت أوكرانيا بمسيرات أمريكية وتركية فعالة وذات مدى بعيد حتى أن بعضها وصل لـ50 كيلومترًا.

وأضاف تيمور دويدار، في تصريحات خاصة لـ”المرصد العربي”، أن الجيش الروسي لجأ لاستخدام المسيرات بكثافة العام الماضي، ردًا على استخدام أوكرانيا هذا السلاح لضرب العمق الروسي في موسكو ومدن روسية حدودية مع كييف، فضلًا عن كثافة استخدام الطائرات دون طيار في فترة الشتاء القارس وصعوبة تحرك الآليات العسكرية الثقيلة من دبابات ومجنزرات وناقلات الجند.

ويعد مايو 2023 أكثر الشهور التي شهدت كثافةً في حرب المسيرات الروسية ضد أهداف أوكرانية، حيث كثفت روسيا تركيزها على العاصمة كييف، بوابل من الصواريخ والطائرات دون طيار (54 مسيرة) فى ليلة واحدة، أتى ذلك بعدما اتهمت روسيا أوكرانيا بمحاولة قتل الرئيس فلاديمير بوتين في هجوم على مقر إقامته في الكرملين في 3 مايو الماضي.

وتؤكد تقارير، أن سلاح الجو الروسي يمتلك طائرات انتحارية من طراز “كوب” ونوعين من “لانسيت”، كما تم شراء طائرات إيرانية طراز “شاهد 136” أقرت طهران بإرسالها إلى موسكو.

واستعرض تيمور دويدار، عددًا من الشواهد على اعتماد روسيا على سلاح المسيرات بشكل مكثف في معركته ضد أوكرانيا خلال العام 2023..

– بدأت روسيا بمهاجمة العاصمة كييف بأسراب من الذخائر الرخيصة المعروفة باسم مسيرات كاميكازي في أكتوبر 2022.
– لجأت روسيا للتعاون مع إيران على تصنيع طرازات من مسيرات شاهد في أراضيها.
– تهتم موسكو بإدخال تعديلات مستمرة على طرازات المسيرات الإيرانية لرخص مكوناتها وكاميراتها من النوع التجاري بسيط الثمن وخفيفة الوزن.
– دور الدرونات الروسية أصبح يتجلى بأوكرانيا، لا سيما “أوريون” التي قصفت مركزًا لقيادة الجيش الأوكراني في يونيو 2022، حسب ما تقول مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية.
– أثبتت المسيرات التي تستخدمها روسيا دورا مهما في التصدي للدبابات الغربية المتطورة منها تشالنجر وليوبارد وتدمير أسلحة الجيش الأوكراني على خطوط المواجهة.
– أوقفت روسيا مؤخرًا تصدير المسيرة “لانسيت” بعدما أشارت تقارير إلى نفاد مخزونها وأطلقت روسيا العنان لمسيرة جديدة من طراز “كاميكازي” يطلق عليها “سكالبيل”.

أوكرانيا.. سلاح الاستخدام المكثف

يرى الباحث التركي المتخصص في الشأن الدولي، فراس رضوان أوغلو، أن أوكرانيا وجدت في استخدام سلاح الطائرات دون طيار ضالتها المنشودة في ظل تراجع إمدادات الغرب ودول حلف (الناتو) عن تزويدها بالسلاح طويل المدى الذي وعدت به، فضلًا عن تأخر وصول طائرات (إف 16) وهو ما حفز الرئيس فلوديمير زيلينسكي، الاعتماد على سلاح المسيرات ذو الفعالية العالية، لا سيما مع نجاح وصول مسيرات أوكرانية إلى الكرملين ومبنى “موسكو تاور”، فضلًا عن كونها طائرات موجهة بسيطة الاستخدام وتعتمد على تكنولوجيا وتقنيات بسيطة في تصنيعها وتطويعها بالهجمات ورخيصة الثمن، ونتيجة لكفاءتها اهتم زيلينسكي بتوطين صناعة المسيرات.

وقال فراس رضوان أوغلو، في تصريحات خاصة لـ”المرصد العربي”، إن أوكرانيا تعتمد كثيرًا على المسيرات التركية بيرقدار وأخرى أمريكية فضلًا عن 3 أنواع من المسيرات المحلية من بينها طائرة “يو جاي-22” التي تصنعها أوكرانيا ويبلغ مداها 800 كيلومتر في رحلة مستقلة وتعتمد كثيرًا على الهواة والمتطوعين الأوكرانيين في استخدامها وتطوير آليات طيرانها.

وفند أوغلو، عددًا من الأسباب التي شجعت أوكرانيا على الاعتماد على سلاح المسيرات لأبعد مدى في 2023..
– مع كثرة الخسائر الأوكرانية على الجبهة لجأت إلى أسلحة فعالة دون احتكاك مباشر مع جيش قوي مدرب، وكانت المسيرات “البديل الاستراتيجي”.
– خسارة أوكرانيا خمس مساحتها تقريبًا قرابة (20 بالمئة) من أراضيها في حرب روسيا أوكرانيا أجبرها على اللجوء للمسيرات كهدف إعلامي لتغطية ما يحدث على الجبهة الأمامية.
– تبلغ تكلفة الدرونز الواحدة ما بين 30 إلى 60 ألف دولار وتستطيع تدمير دبابة يصل سعرها إلى 10 ملايين دولار بضربة واحدة ما يجعلها سلاحا مثاليًا سهل الحصول عليه دون معاناة وذخائر.
– بعد رفض الصين إمداد أوكرانيا بالدرونز، لجأت أوكرانيا لتوطين صناعة المسيرات ما ميزها بالقدرة على تصنيع مكوناتها محليًا وتهديد أمن موسكو بأسلحة موجهة تخترق منصات الدفاع الجوي والأسلحة الاعتراضية المتطورة.
– تعد المسيرات البحرية أحد الوسائل الفعالة التي لجأت إليها أوكرانيا لاستهداف السفن والأهداف الروسية في البحر الأسود.

وكشفت «واشنطن بوست» عن تفاصيل موجة تصنيع المسيرات في الداخل الأوكراني على يد ما يقرب من 200 شركة تعمل في هذا المجال.

شارك المنشور مع اصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *