الفنانة اليهودية من أصل مصري كاميلا فوكس لـ “المرصد” أعشق تراب مصر وأمنيتي الوحيدة أن تعرض لوحاتي بها ليوم واحد

حوار – فرناس حفظي

اتخذت من الرسم والالوان تعبير عن مشاعرها وحبها لوطنها الاول الذى ولدت فيه،عبرت عن مشاعر الم الهجرة
وعن طفولتها البريئة على شاطئ عروس البحر المتوسط و كامب شيزار ،لم تنسى رمال الاسكندرية حتى الان
ومازالت تشتاق لبحرها حتى ساقها الحنين لزيارة مصر مرة اخرى لتزور منزلها القديم وتمر امام عينها جميع
احداث حياتها فى ذلك الحى كفيلم سينمائى لتزرف عيناها بالدموع فالبلد التى شكلت وجدانها واستحضرتها فى
جميع لوحاتها لم تعرض لوحة لها فى وطنها ويبقي املها وامنيتها الوحيدة ان ترى لوحاتها نور شمس المحروسة
،ولذلك التقينا في موقع المرصد العربي بالفنانة اليهودية من أصل مصرى كاميلا فوكس لتقص لنا عن حياتها فى مصر اثناء
طفولتها وعن حياتها الان واعمالها الفنية….

فى البداية حدثينا من هى كاميلا فوكس ؟
أنا فنانة اعيش في سيدني بأستراليا وعلى مدى السنوات الخمس عشرة الماضية لقد تم عرض لوحاتي في المعارض
السنوية و موضوعي المفضل فى رسم اللوحات هو مصر الأمس، والعصر الذهبي المجيد لــ أجدادي اليهود فى
مصر . لقد كان هناك لى العديد من المعارض في سيدني وملبورن. و في عام 2013 تم عرض لوحاتى ايضا في
بولونيا بإيطاليا. و في العام الماضي كان لي معرض خاص في نيويورك و فى مايو من هذا العام كان لي معرض في
القدس. كان هذاحدث سحري بالنسبة لى كما عقد اخر فى المركز العالمي الرائع للتراث اليهودي فى شمال أفريقيا
في وسط القدس. و ما جعل الأمر أكثر إثارة للمشاعر هو أن صديقي العزيز الدكتور ماجد فرج جاء من القاهرة لفتح
المعرض و كان جزءا كبيرا من الحدث ، فلقد كان أسبوع رائع كامل من الاحتفالات والمناسبات السعيدة لى .

وماذا عن حياتك فى مصر ؟
لقد ولدت في الإسكندرية عندما كان المجتمع اليهودي نابض بالحياة في مصر. كنا نعيش في شقة جميلة في كامب
شيزار وكان بناء العمارة من الطراز الإيطالي فقد كان يملكها جدي نسيم المريخ. كان جدي يعمل في قطاع النسيج
في الانفوشي وعمل والدي في الأعمال التجارية للعائلة. كنت اذهب الى مدرسة الليسيه فرنسيه فى الشاطبي. أتذكر
تماما الصباح الممطر في الإسكندرية فقد كان لدينا البواب عم محمد الذى كان يأخذنى الى المدرسة وكان يمسك لى
مظلة كبيرة لتحمينى من الامطار. لدي ذكريات من حياة الطفولة رائعة و من أيام الصيف ايضا فكنت اقضى على
شاطئ البحر طوال اليوم للسباحة واللعب فى الرمال على شاطئ ستانلى ، بالاضافة الى الحفلات النهارية في
سينما Gaitee حيث كانت والدتي تسمح لي أن اشاهد افلام والت ديزني وافلام الرسوم المتحركة و انا اتناول
الكعك الذيذة .
متى تم أخذ قرار الهجرة من مصر ؟
كنت في السادسة عشرة من عمري عندما غادرنا مصر وذكرياتي من هذا الاقتلاع الغامض جدا ….. فانا أتذكر هذا
التغيير المفاجئ في حياتي …. بكل وضوح أتذكر تعاسة جدي وجدتي …. والوحشية من اقتلاعهم و خسائرهم الفادحة
وخصوصا على صحتهم. فلقد توفيت جدتي بعد عامين في المنفى و جدي ايضا بعد سنوات قليلة. فهم ولدوا فى
مصر وعاشوا فيها طوال حياتهم، وكانوا يتحدثوا العربية فقط .

حدثينا عن اعمالك الفنية التى تقومى برسمها ؟

اقوم برسم لوحاتى في الاستوديو الخاص بي الذي هو في مدينة سيدني على شاطئ ضاحية بوندي. لوحاتي هي من
زيت على قماش والمواضيع التى اقوم برسمها عن بلدي فانا اتخيل دائما دائما مشاهد براقة سعيدة في كادر المثالية
من أشجار النخيل الأزرق السماء أشعة الشمس وحدائق الأزهار …. أو بدلا من ذلك تحت ضوء القمر فى ليلة
مخملية بها نجوم.

هل قمتى بزيارة مصر بعد خروجك منها ؟
نعم لقد قمت بزيارتها في عام 2000 عدت لأول مرة بعد طردنا. ذهبت مع زوجي وشعرنا بكم من الدفء وكرم
الشعب المصري. فكلما قلت “أنا ولدت هنا” كان رد الناس ‘مرحبا بك في بيتك وبلدك ” كما اننى وجدت بنايتنا في
كامب شيزار والبواب عم محمد كان لا يزال يعمل هناك منذ سنوات عديدة. و لقد قفنا في مواجهة بعضنا البعض في
الشارع وكان مشهد عاطفى جدا لم استطع أن أقول أي شيء …. ثم قالعم محمد : ارفعى النظارة الشمسية من على
وجهك حتى أستطيع أن اراه جيدا ‘…. والدموع كانت تملئ عينى .

وماذا عن رأيك فى الملك فاروق وعصر الملكية فى مصر ؟
أنا أعشق عصر الملكية، وهذا النوع من عالم التحرر حيث كان يعيش و يتمتع الناس من جميع الأديان. وكانت مصر
دولة غنية جدا وكل شيء يعكس هذا ،فأنا أحب الرومانسية والسحر التى كانت تمتلك العائلة المالكة. نعم أنا أحب
الملك فاروق و صاحبة السمو الملكي الأميرة فوزية فلقد ولدت في الإسكندرية في عام 1921 تماما مثل والدي.


هل تتذكرين ثورة 23 يوليو وما رأيك فيها ؟
. ليس لدي أي ذكرىمع ثورة 52 ….. لكن أمي تتذكر ليلتها وأرسال الملك وعائلته إلى المنفى على اليخت الملكي
محروسة. كما انها هي وعمتي ركض الى أسفل الشاطئ حيث مئات الناس اللذين تجمعوا لمشاهدة مراسم نهاية
الحقبة الملكية.

وماذا حدث لممتلكاتكم بعد ثورة يوليو 52 ؟
عندما تم طردنا من مصر تم مصادرة جميع ممتلكاتنا وبعدها ذهبنا إلى إسرائيل فقد كان لدي ذكريات رائعة هناك
لكن عائلتي قد غرقت في اليأس والذل.

ما هو المكان المفضل لديك فى مصر ؟
المكان المفضل في مصر بالنسبة لى هو الأقصر ،فانا اشعر بسعادة كبيرة واحب ان اقضى من الوقت الكثير هناك.
فأنا اعشق هذا المكان الجميل.

ومن هو كاتبك المصرى المفضل ؟

كاتبى المفضل هو الكاتب المصري العالمى نجيب محفوظ. لدي كل أعماله واقوم بقراءتها كل بضع سنوات كما
لدي ايضا كتاب مفضلين ليسوا مصريينولكنهم كتبوا عن مصر مثل لورنس دوريل وبينيلوب حية.
ومن هو الممثل المصرى المفضل لديك ؟
بالتأكيد الفنان العالمى عمر الشريف فحبى له لا يضاهى اى فنان اخر فأنا اعشقه.
هل ستزورين مصر قريبا ؟
بالتأكيد فأن اعشق تراب،وامنيتى ان تعرض لوحاتى في مصر حتى ليوم واحد فقط.

شارك المنشور مع اصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *