الحرب إلى ما لا نهاية.. الخطاب الديني اليهودي المتشدد يساهم في زيادة الجرائم الإسرائيلية

المرصد العربي – خاص

أدى الخطاب الديني اليهودي المتشدد، دورًا كبيرًا في زيادة جرائم الاحتلال الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ووجه كبار حاخامات الكيان الصهيوني الرسمية رسالة إلى قادة الاحتلال الإسرائيلي قالوا فيها: “لا تهتموا بسكان غزة المدنيين وقت الحرب، عليكم الاعتداء عليهم بكل قسوة، لا تأخذكم بهم رأفة أو شفقة. عليكم فقط حماية مواطنينا وجنودنا”.

رسالة صادمة

هذه الرسالة الصادمة تكشف نوايا الاحتلال الحقيقية البعيدة كل البعد عن فكرة إقرار السلام في المنطقة التي طالما دعت إليها الأمم المتحدة والهيئات التابعة لها وحتى دول العالم أجمع منذ عشرات السنوات.

فلا يمكن فصل هذا الخطاب عن الأيديولوجية الصهيونية التي تأسس عليها الكيان، ولا ينبغي إرجاع سببه إلى عملية “طوفان الأقصى” وتقييده بحدود 7 أكتوبر 2023 كما يصور دائمًا قادة الاحتلال والإعلام الغربي المتواطئ معهم، في تبرير همجي لا يخلو من السذاجة لعمليات الإبادة الجماعية التي يشهدها القطاع في الوقت الحالي.

وأكبر دليل على ذلك فتوى الحاخام مردخاي إلياهو، –المرجعية الدينية الأولى للتيار القومي-، والتي أجاز فيها مشروعية استهداف المواطنين الفلسطينيين، مستندًا في ذلك إلى قول تاريخي منسوب للملك داود دعا فيه لملاحقة الأعداء وعدم العودة قبل قتلهم.

تحريض بغطاء ديني

فتاوى حاخامات الصهيونية الدينية، على رأسهم الحاخام دوف ليئور، والحاخام شموئيل إلياهو وغيرهم، كانت سببًا مباشرًا في توقف الهدنة الإنسانية وتجدد العدوان على قطاع غزة، إذ رفضوا صفقة تبادل الأسرى، مستندين إلى فقرة توراتية.

كما قال حاخامات الاحتلال في فتاواهم إن: “الطريق الصحيح أمامنا اليوم هو مواصلة الحرب بكل قوتنا دون توقف، والسعي لإبادة الفلسطينيين وزيادة الضغط عليهم قدر الإمكان، للوصول إلى نقطة فرض السيطرة، وحينها سيتم إطلاق سراح جميع الأسرى”.

هذه الفتاوى المتطرفة التي تضج بالكره والحقد، استغلها أعضاء كتلة الصهيونية الدينية، وكذلك كتلة “عوتسما يهوديت” التي يتزعمها وزير الأمن القومي المتطرف “إيتمار بن جفير”، والذين هددوا في حال طرح صفقة أخرى لوقف إطلاق النار بمغادرة الائتلاف.

الحرب أولًا

كتب “إيتمار” في تغريدة له على منصة “إكس”: “وقف الحرب تساوي حل الحكومة”، وهو ما دعمه وزير تنمية النقب والجليل “يتسحاق فاسيرالوف” من حزب (عوتسما يهوديت) أيضًا قائلًا: “إن حل الحكومة لن يكون باسم ستة من أعضاء الكنيست بل باسم اليهـود”، وهذا ما يعلمه جيدا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فهو على يقين أن مخالفته  لتعليمات الإبادة الجماعية للفلسطينيين، سيكون منصبه ثمنا لها، بناء على نصوص توراتية تؤكد عزل الملك شاؤول نتيجة شفقته ورأفته بالملك أجاج ملك العماليق وعدم قتله، وهو ما يطبق الآن ضد قطاع غزة!

ولعل قيام رئيس وزراء إسرائيل بإضاءة الشمعة الأولى، في عيد الأنوار عند حائط البراق الإسلامي المُحتل، وقوله إن جيشه هم الجيل الذي يتابع مسيرة المكابيين، الذين حرروا هيكلهم “المزعوم” وطهروه، وأعادوه إلى اليهودية مرة أخرى، وأنقذوا شريعتهم وشعبهم، وأنه من دونهم لم يكونوا ليتمكنوا من الوقوف في هذا الموضع المقدس.

كما وصف جنوده بأنهم يقاتلون بشجاعة هذه الأيام (قوى الشر) التي تريد إبادة الشعب اليهودي من على وجه الأرض، في استحضار متعمد للأحداث التاريخية للمضي قدمًا في مجازره التي ينفذها في غزة بحق المدنيين.

ما يؤكد أنه يريد صبغ جرائم قوات الاحتلال في غزة بالصبغة الدينية، حتى يحول الأمر إلى حرب دينية؛ مشبهًا نفسه بأحد أهم الشخصيات في التاريخ اليهودي، وهو “يهوذا المكابي، الذي قاد ثورة تمرد ضد الدولة السلوقية عام 165 قبل الميلاد، انتصر فيها وأسس الدولة الحشمونية واستعاد السيطرة بالقوة على القدس والهيكل، ودشّن مذبح الهيكل من جديد. 

ووفق وصف “نتنياهو” يتبين أن هدفه هو تحرير الأرض الموعودة من سكانها الأصليين الفلسطينيين، من خلال إبادتهم، وهو ما يحدث في غزة بالفعل حاليًا.

شارك المنشور مع اصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *