أكاديمي سوداني لـ”المرصد العربي”: الأوضاع في السودان مأساوية وتتطلب تعاونًا دوليًا للإنقاذ والحل

تحدث الدكتور أحمد عبد الله رئيس منظمة شباب من أجل دارفور عن صعوبة الأوضاع في السودان وما تعانيه المرأة والطفل من صعوبات في التنقل والتعليم ونقص خدمات الصحة والغذاء في ظل الحرب..

وفي حوار لـ”المرصد العربي” قال الدكتور أحمد عبدالله، الباحث السوداني، إن بلاده أصبحت تعاني مستقبلًا مجهولًا في ظل دورًا دوليًا منقوصًا في مواجهة حروب المليشيات وعدم إسكات البنادق ونقص المدد الدولي وتظل قضية دارفور وما يعاني أهلها من ويلات الحرب مثالًا بسيطًا لما يعانيه السودان في ظل الحرب..

المرصد العربي – عاطف سعد

– بداية: حدثنا عن دور المنظمة في دعم جهود الإغاثة وحقوق الإنسان في السودان الفترة الماضية؟

لم تمنع ظروف الحرب الطاحنة في السودانمنظمة (مشاد) من تقديمها للخدمات للمواطنين، حيث قامت المنظمة بالعمل في مجال إغاثة المتضررين من الحرب، وبادرت المنظمة في تنظيم أعمالها بتوزيع المساعدات في معسكرات (أدري) للاجئين في دولة تشاد وقامت بتوزيع مساعدات مالية عليهم.

واستمرت المنظمة في تقديم المساعدات لآلاف الأسر من المتضررين في إقليم دارفور، ووضعت خطة لاستهداف جميع المتضررين من الحرب في السودان، علاوةً على عملها في رصد وتوثيق جرائم مليشيا الدعم السريع التي مارستها ضد المدنين العزل، فانشأت المنظمة مرصد متخصص لحقوق الإنسان، حمل اسم (مرصد مشاد لحقوق الإنسان) ولم يتوقف دور المرصد في رصد الانتهاكات فقط، إنما كان له السبق في إغاثة المحتاجين في العديد من المناطق إلى جانب دارفور، كما لعب دورًا بارزًا في المساهمة في إنهاء الصراع الدائر في السودان، لذلك نقدم شكرنا لهم بلعبهم هذا الدور الهام ونطمح من دول العالم أن يحذوا حذوهم من أجل نصرة القضية السودانية.

– كيف ترى الأوضاع المأساوية التي تعيشها أقاليم السودان حاليًا؟

تعاني المؤسسات الخدمة المدنية من انهيار تام ما فاقم من الأوضاع في السودان التي غدت ماسأوية وبصورة لا يتصورها كثيرون، ولم يتم صرف مستحقات العاملين في القطاعين العام والخاص منذ اندلاع حرب 15 من أبريل ما فاقم من صعوبة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لدى الكثير من الأسر، لا سيما في مناطق الصراع والمواجهات، وتبقى الاستجابة الدولية في عمليات دعم المدنيين يصاحبها نوع من الغموض في كثير من الأحيان.

– ما المدة الزمنية التي تتوقعها لحل الأزمة السودانية؟

الحديث عن التكهنات حول المدة الزمنية لحل القضية السودانية أمر معقد، وأتوقع أن تستمر هذه المعركة لمدة من الزمن وفي آخر الأمر ستحسم هذه القضية عسكريًا، لذلك أتوقع في قادم الأيام أن يستمر الجيش في عمليات التفاوض مع القوى السياسية من أجل تشكيل حكومة مدنية يتوافق عليها جميع السودانين، وستستمر العمليات العسكرية من أجل إنهاء هذه الحرب بأي ثمن.

– تقييمك للدور الدولي في السعي لحل القضية السودانية؟

هناك كثير من الدول قدمت الدعم للسودان في هذه الحرب أبرزها دولة مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات ودول الاتحاد الإفريقي، والولايات المتحدة الأمريكية، ولن تأتي تلك الجهود والدعم من قبل هذه الدول أو غيرها بحلِ حاسمِ للأزمة السودانية؛ فأزمة السودان متأصلة وضارية بجذورها، وهي قضية تمرد ضد الدولة وكيانها وجيشها، فأحدث ذلك التمرد خرابًا كبيرًا بالنسبة للممتلكات، وسيصعب التفاوض فيها، وستظل هذه القضية بحاجة ماسة إلى حسم سريع، لذلك يجب أن تحسم كليًا قانونيًا وعسكريًا وفق الظروف والعقوبات التي يقرها القانون السوداني.

– ثالوث (الفقر، الجهل، المرض) كيف يمكن مواجهته في دارفور خاصةً والسودان عمومًا؟

هنالك وضع مأساوي تعرضت له المؤسسات التعليمية في السودان، حيث تضررت المدارس والجامعات والمستشفيات وجميع المؤسسات التعليمية في دارفور والخرطوم فتم حرق وتدمير كافة مؤسسات التعليم من قبل مليشيا الدعم السريع.

لذلك سيفاقم هذا الوضع من إعادة عمليات التعليم وفاتورة الإعمار، وبالتالي تسعى غالبية المنظمات الخدمية والعاملة في مجالات حقوق الإنسان في عمليات استعادة التعليم في الولايات التي لا تدور بها أعمال قتالية حتى لا يضيع مستقبل هذه الأجيال سدى بسبب الحرب، وهنالك خيارات عدة أصدرتها وزارة التعليم العالي في بداية الدراسة عن بعد عبر الشبكة العنكبوتية (الإنترنت).

– ما الآليات اللازمة لتهيئة البيئة المدرسية والتعليمية بما يتلاءم ومستجدات العصر؟

تعاني الآليات المستخدمة لدعم البيئة التعليمية واستعادة المؤسسات دورها المنوطة بها نقصًا حادًا، ولا بد أن يساهم بها العالم أجمع، وذلك عن طريق دعم  السودان تقنيًا عبر الأجهزة الإلكترونية وتقوية الشبكات من أجل تمكين الطالب والتلميذ السوداني من مواصلة تعليمه في هذا الظرف التاريخي الذي يمر به واحد من أقدم وأغنى الدول العربية من ناحية الثروات والمقدرات، فالدولة أصبحت غير قادرة على تسديد مرتبات العاملين، ويبقى أن التعليم عن بعد سيؤثر على الطلاب وسيساهم في التقدم لإعادة المؤسسات التعليمية لمواصلة عملها.

شارك المنشور مع اصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *