أربع  روايات عبرية تعترف بأن اسرائيل دولة صهيوينة

فرناس حفظي

يحمل الادب الاسرائيلى العديد من وجهات النظر  ومع مرور الوقت تغيرت نظرة الكتاب للدولة الاسرائيلية والجانب العربى بشكل كبير ،فالاحداث التى مروا بها كانت أكبر شاهدا لهم على حقيقة الامور ،فهناك الاب الذى فقد ابنه في الحرب  وشيخ القبيلة الذى يحلم بالدولتين والصوت النسائي الذى يدعو للعودة للاوطان لانه لا امل في مستقبل اسرائيل والعربي المهاجر الذى مازال يحمل بداخلة ذكريات الطفولة في وطنه الاول كل هؤلاء اخرجوا كل الالام والمعاناة  التى شعروا بها من خلاصة تجاربهم مع الدولة اليهودية فى كتابتهم وروايتهم التى لخصت كل ما مروا به ان اسرائيل دولة صهيونية.

رواية “امراة هاربة من الانباء” لـــ ديفيد غروسمان :-

يعد الكاتب ديفيد غروسمان رائد من رواد الادب الروائي الاسرائيلى ولد في القدس عام  1954 و درس الفلسفة والدراما في الجامعة العبرية في القدس، وعمل كمحرر ومذيع في إذاعة إسرائيل.

كتب غروسمان سبع روايات، مسرحية، وعدد من القصص القصيرة والروايات، وعدد من الكتب للأطفال والشباب. وقد نشر أيضا العديد من الكتب الخيالية، بما في ذلك  قام بمقابلات مع الفلسطينيين والعرب الإسرائيليين كما حصل  غروسمان على  العديد من الجوائز الأدبية منها جائزة ” فاليوم بورسا” من إيطاليا وجائزة “كارايان فون” من النمسا، وجائزة ساكس نيللي عام 1991 وجائزة  فيتوريو دي سيكا من إيطاليا، وجائزة نادي جولييت، وجائزة مارش للأطفال  و هناك العديد من الجوائز الاخري.

 يعيش غروسمان في قالونيا  بضواحي القدس الغربية، وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء  أبناء جونثان و روث وأوري وهو متزوج من ميشيل غروسمان أخصائية معروفة في أمراض الأطفال النفسية.

ولقد حظى بإحترام  من قبل المناوئين للصهيونية،  فلقد أعلن عن دعمه لإسرائيل في بداية حرب لبنان 2006، و رغم ذلك فقد أعلن  بعدها  في مؤتمر صحفي برفقة عاموس عوز  دعوة  الحكومة الإسرائيلية للموافقة على وقف لإطلاق النار حقنا للدماء.

و بعد يومين من المؤتمر الصحفي استقبل غروسمان نبأ وفاة  ابنه البالغ 20 عاما “أوري” وهو رقيب أول في وحدة مدرعة في الجيش الإسرائيلي، قتل بواسطة صاروخ مضاد للدبابات أطلق على الجيش الإسرائيلي أثناء العمليات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني قبل وقت قصير من بدء سريان وقف لإطلاق النار.

وفي مقابلة تلفزيونية في عام  2000 حذر غروسمان من دعم الإسرائيليين لثقافة الموت الصهيوينة  قائلا: (زوجان يقولان: سيكون لدينا ثلاثة أطفال، فاذا قتل أحدهم سيتبقى اثنان فقط.)

في الفترة التى فقد فيها غروسمان ابنه عمل على كتابة رائعته “امراة هاربة من الانباء” وهى تجسد سيرته الذاتية حيث انها تحكى عن امراة تهرب من منزلها عندما يجند ابنها فى الجيش حتى لا تسمع خبر وفاته.

 تتحدث معظم كتابات غورسمان عن الحب والسلام ،ولقد كتب ايضا للاطفال فهو دائما يجعل الحب هو حل لجميع المشاكل والعقبات التى قد تصاحب اى شخص فى حياته،غورسمان الان من اكثر الاصوات التى تنادى بالسلام  حقنا لدماء ولقد وصف من قبل محنة الفلسطنيين  فى مخيمات اللاجئين  فى كتابه” الزمن الاصفر” بأنها من ابشع الجرائم الانسانية ولقد توقع فيه اندلاع الانتفاضة الاولي.

رواية “قصة عن الحب والظلام ” لـــ عاموس عوز :-

 ولد عاموس عوز  فى 4 مايو عام 1939 بإسم عاموس كلاوزنر وهو كاتب و روائي وصحفى اسرائيلى وبروفيسور فى الادب الاسرائيلى بجامعة بن جوريون  فى بئر السبع ، وهو يعتبر من ابرز الدعاة لحل الدولتين  لحل الصراع الفلسطينى الاسرائيلى،كما انه حاز على عديد من الجوائز فى الادب .

اشتهر عوز بانه معارض للاستيطان والاحتلال الاسرائيلى للاراضى الفلسطينية  وهو من المنادين بفتح الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية ،ولديه امل انه سوف يكون هناك فى يوم من الايام سفارتين سفارة فلسطين فى اسرائيل وسفارة اسرائيل فى فلسطين كما يعتقد ان المسافة سوف تكون بينهم بضع دقائق،ولكنه فى نفس الوقت يحب اسرائيل ومؤمن بالدولة الاسرائيلية فهو يلقب بشيخ القبيلة الاسرائيلية ولكنه من أكثر الكتاب المتألمين بإحتلال الارض الفلسطينية،يعتبر الانفجار الذى قلب حياة عوز رأسا على عقب هو انتحار والدته وهو فى الثانية عشر من عمره وترك منزل والد حيث انه كان بروفيسور صهيونى يمينى ،هذا الصدع الذى حث لعوز منذ وفاة والدته وترك منزل ابيه بسبب توجهاته السياسية التى كانت لا ترضى عوز نشأ بداخله بركان ضد اليمين الاسرائيلى والافكار الصهيونية خرج هذا البركان فى صورة اعماله الادبية ولقد جسد هذه الغضب الذى يوضح فيه الفرق بين اليهودى والصهيونى فى روايته “قصة عن الحب والظلام” والذى افتتحها بجملة ” أكلنا تفاحة مسمومة ” وهلى تتحدث عن حياته وما تعلق بها من الاحداث التاريخية الاسرائيلية التى أثرت عليه وعلى مجري حياته بأكملها .

 رواية “جدار حي” لــ دوريت رابينيان:-

ولدت دوريت رابينيان عام 1972 وهى تعتبر من الاصوات النسائية الرائدة فى الادب الاسرائيلى كما انها تعتبر من اخطر النساء فى اسرائيل لدعواتها المستمرة للشباب بالعودة لاوطانهم الاولى لحصولهم على جنسية اخرى غير الجنسية الاسرائيلية لانها تعتبر اسرائيل وطن غير مستقر و ليس لديها اى ثقة فى مستقبل هذه الدولة،وهى ككاتبة شابة فهى تعبر عن رأى جزء كبير من اسرائيل فهى تمثل رأى الشباب الان كما تري ان التاريخ الاسرائيلى اصبح الان مجرد كلمات تردد  ولا يعتبر احداث تستحق التأريخ فهى تردد دائما ان تلك الاحداث مثل الهولوكوست اصبحت مجرد نكات كما اصبحت حكايات اباءهم الذين هاجروا من اوطانهم لاسرائيل وتركوا بلادهم وحريتهم وحياتهم للمصلحة العامة  فلقد اصبحت بالفعل مجرد ذكريات ليس اكثر يتذكرها الاباء والامهات في ليلة كل سبت حتى الان فالسبت لم يصبح مقدسا كما كان فى الاوطان الاولى قبل الهجرة الى اسرائيل فلقد اصبحوا  يمارسوا الجنس ويتحدثوا عنه ايضا ،كما تري رابينيان ان اسرائيل بالفعل وطن صهيونى احتل اراضى لم تكن له وتسبب فى قتل الكثيرين من الفلسطينيين والاسرائيليين ايضا فالدماء اصبحت عربية واسرائيلية بسبب الدولة الصهيونية وهو ما اشارت اليه في روايتها “جدار حى ” حيث قالت  “يُقلقني أنه يبكي في كثير من الأحيان.وعندما يضحك، يقلقني السعال الذي ينطلق من حنجرته. في إحدى الليالي، في الوقت الذي كان يغسل فيه الأطباق في الحوض، تنزلق إحدى الكؤوس وتستقرّ قطعة من الزجاج السميك في يده، في وسادة إبهامه الأيسر، كشفرة سكين، وتمزّق في لحمه جرحًا عميقًا، فتملأ كل الحوض بالدم”،وهذه الرواية  تسرد قصة  علاقة غرامية بين امرأة إسرائيلية ورجل فلسطيني، تجري في نيويورك. في نهاية المطاف، فإنّ الصراع في كتابها هو بين الاندماج والانفصال، بين المصير المشترك والهروب. وهي تثبت بذلك مجدّدا إلى أي مدى تعتبر محاولة الاعتماد على الحبّ ضعيفة، ولكنها رغم ذلك لا مفرّ منها.

رواية “مطير الحمام” لــ إيلى عمير ” :-

ولد ايلى عمير ببغداد فى 26 سبتمبر عام 1937 وكان اسمه فؤاد إلياس ناصح خلاصجي وغير اسمه الى اسم عبرى عندما هاجر مع اسرته من العراق الى اسرائيل عام 1950،وعاش عمير مع اسرته فى كيبوتس مشمار هاعيمك وذلك تحت ظروف صعبة ومريرة ،لذلك يعتبر ايلى عمير من اعظم الكتاب اللذين كتبوا عن هجرة اليهود العرب من اوطانهم الى اسرائيل والمعاناة التى عاشوا فيها وعن التفرقة العنصرية التى مازالت بينهم وبين اليهود الاشكناز ،ففى بادئ الامر كان ايلى مؤمن بفكرة ان اسرائيل هى وطن ليهود العالم ولكن الاوضاع والظروف التى مر غيرت فكرته فعودة الوطن المزودج هى التيمة المسيطرة على كتابته فاسرائيل حلم اليهود من جهة والوطن الذى يحمل ذكريات طفولته فى الاحياء اليهودية بالعراق من جهة أخرى وهو ما اظهره فى روايته “مطير الحمام” التى تتحدث عن سيرته الذاتية وتتناول قصة يهود العراق وهجرتهم الى اسرائيل ولقد تم تجسيد الفيلم سينمائيا مؤخرا وحاز على نجاح كبير فى اسرائيل فهو يتناول عدة زوايا الحب والخيانة الى جانب اشكالية الولاء التى تألم الكثير من الاسرائيليين فالولاء للحبية من جهة والولاء للوطن الاصلى والولاء لوطن اليهود اسرائيل من جهة اخرى،ولقد عمل ايضا عمير في عدة وظائف في وزارة استيعاب القادمين الجدد والوكالة اليهودية، وشجّع هجرة اليهود إلى فلسطين،كما شغل في الستينيات منصب مساعد رئيسي لمستشار رئيس الحكومة لشؤون العرب.

شارك المنشور مع اصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *