آخرها «محو غزة».. عنصرية إسرائيل تتواصل ضد الفلسطينيين

لا يزال الكيان الصهيوني يُطلق عنصريتع على سكان قطاع غزة ومحاولتهم في طرد سكان القطاع منه والسيطرة عليه وضمه لهم.

وأفادت منظمة إسرائيلية برصد حوالي 18 ألف تغريدة على موقع تويتر تدعو إلى تدمير أو محو غزة منذ هجوم أكتوبر الماضي، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.

وأبرزت الصحيفة في تقريرها استخدام لغة تحريضية وتصريحات عنصرية من قبل بعض الأشخاص الإسرائيليين، بما في ذلك بعض المسؤولين، تجاه سكان غزة الذين يتعرضون لحرب مدمرة، أسفرت عن مقتل حوالي 11 ألف شخص وإصابة نحو 30 ألف آخرين خلال فترة قصيرة تبلغ 40 يومًا فقط.

ويشير التقرير إلى استخدام اللغة التحريضية ليس فقط من قبل الأفراد العاديين وإنما أيضًا من قبل مسؤولين كبار وجنرالات في الجيش، بالإضافة إلى صحافيين ومشاهير وشخصيات نافذة على منصات التواصل الاجتماعي.

وأبرزت الصحيفة تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الذي وصف فيه الأشخاص الذين يقاتلهم جيشه بحيوانات بشرية، إضافة إلى تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي وصف العدو بالعماليق، مشيرًا إلى عدو قديم لبني إسرائيل وفقًا للكتب الدينية.

كما أشار إلى أن هذا النوع من التصريحات ليس محصورًا في إسرائيل، حيث تعهد قادة حماس بمحو إسرائيل بعد هجوم أكتوبر.

ومن الجدير بالذكر أن استخدام هذه اللغة كان مرفوضًا قبل بدء الحرب، لكن الوضع الحالي يثير نقاشًا جديدًا، ويمنح المتطرفين، بما في ذلك وزير الأمن القوي ايتمار بن غفير، فرصة للتحدث ضد الفلسطينيين دون مواجهة انتقادات داخلية، وفقًا للتقرير.

وفي مقابلة حديثة، دعا بن غفير إلى القضاء على أي شخص يدعم حماس، فيما دعا زميله المتطرف عميخاي إلياهو إلى قتل سكان القطاع بإلقاء قنبلة نووية، وهو أمر يثير الجدل والانتقادات.

وعلى الرغم من التطمينات التي يقدمها بنيامين نتنياهو بشأن سعي جيشه لتجنب إيذاء المدنيين، إلا أن الصحيفة تعتبر هذه التصريحات تناقضية مع ارتفاع عدد الضحايا في غزة، وتضيف أن اللغة المستخدمة في خطاباته للجمهور الإسرائيلي تعارض هذه التصريحات.

والمحامي الإسرائيلي في مجال حقوق الإنسان ومؤلف الكتاب الجدار والبوابة: إسرائيل وفلسطين والمعركة القانونية من أجل حقوق الإنسان، مايكل سفارد، أشار إلى أن هذه التصريحات ليست جديدة وتفتح الباب لاستخدام خطاب مشابه ضد الفلسطينيين في إسرائيل.

ويهودا شاؤول، مدير مؤسسة أوفيك الفكرية الإسرائيلية، جمع 286 بيانًا وتصريحًا يعتبر أنها تحرض على سلوك غير قانوني، وصدرت عن مشاهير وصحافيين، بما فيها تصريحات من المغني الإسرائيلي إيال غولان الذي دعا في مقابلة تلفزيونية إلى عدم ترك أحد في غزة.

وأدلت سارة زوجة نتانياهو بتصريحات مثيرة للجدل أيضًا، حيث أشارت إلى أنها لا تصف أفراد حماس بحيوانات بشرية خشية تجريح الحيوانات.

وحذر خبراء من أن هذه التصريحات قد تجعل إسرائيل تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم وتفتح الباب أمام المزيد من التمييز ضد المواطنين العرب.

ترحيل الأهالي إلى اسكتلندا

ومنذ يومين طالب نسيم فاتوري عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود، بترحيل أهالي قطاع غزة إلى إسكتلندا.

وقال: “يجب إجلاء سكان غزة إلى البلدان المستعدة لاستقبالهم: “حتى في الجنوب، نحتاج إلى أن نكون حازمين للغاية في أنشطتنا ونفكر فيما سيحدث بعد ذلك، إذا جاء رئيس وزراء إسكتلندا وقال إنّه مستعد لقبول هؤلاء النازيين؛ إذاً فلنأخذهم، ونفتح ميناء غزة، ونجلب السفن، ونضعهم على متنها وننقلهم إلى حيث سيكونون أفضل حالاً، لأنّه حتى الطفل البالغ من العمر 10 أعوام الآن، سيكون القاتل بعد 6 إلى 7 أعوام أخرى، فقد نشؤوا على الإرهاب”.

وأضاف، أنّ أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزة هم إرهابيون، يهددون إسرائيل، وأن القوات الاسرائيلية ستقضي على حركة حماس.

وتابع: “وإنهم مطلوبون في إسكتلندا؛ لذا علينا أن نسمح بذلك، لماذا يتعين علينا منع ذلك؟ فلنُسايِرهم، أعتقد أن رئيس وزراء إسكتلندا، الذي لديه زوجة فلسطينية، وفقاً لتعريفه، يريد أن يأخذهم، اسمحوا لمن يرغب منهم في الخروج، لماذا ندعهم يعانون؟ يمكن تقسيمهم، ولن يشعروا بهم في أوروبا، نحن نعاني منهم هنا، هناك مليونا إرهابي يهددون إسرائيل”.

قنبلة نووية

وكان وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو قد وصف إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة بأنه أحد الخيارات لتحقيق هدف القضاء على حركة حماس.

ولقى هذا التصريح ردود أفعال من عدة دول وانتقادات، حيث سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التنصل من تصريح إلياهو، وقال في بيان له: “كلام عميحاي إلياهو منفصل عن الواقع، إسرائيل والجيش الإسرائيلي يتصرفان وفقا لأعلى معايير القانون الدولي من أجل منع إلحاق الأذى بالأشخاص غير المتورطين، وسنواصل القيام بذلك حتى النصر”.

فخرج الوزير الإسرائيلي ليبرر تصريحاته بتعليق على حسابه في فيسبوك، قائلاً إن كلامه كان مجرد تعبير مجازي أو “استعارة”.

وأضاف الوزير المتطرف التابع لحزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتشدد:” من الواضح للجميع أن كلامي عن القنبلة النووية كان مجرد تشبيه مجازي”.

لكنه أكد في الوقت نفسه ضرورة أن ترد إسرائيل رداً قوياً وغير متناسب على الإرهاب، من أجل إرسال رسالة واضحة للإرهابيين مفادها أن الإرهاب غير مقبول.

تصفية بلدة حوارة

وفي وقت سابق، أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أنه يجب تصفية بلدة حوارة في نابلس، وأشار إلى أن هذه الخطوة يجب أن تتخذها إسرائيل نفسها وليس أفراد عاديين.

الشعب الفلسطيني اختراع وهمي

وفي يناير 2018، قال وزير الزراعة الإسرائيلي السابق، أوري أريئيل: “لم نشهد قتلى أو جرحى منذ أشهر في غارات الجيش على غزة، فما هذا السلاح الذي نستخدمه؟ يجب أن نسبب خسائر بشرية هناك.

وأثناء مشاركته في أمسية في باريس، أدلى سموتريتش وزير المالية الإسرائيلى، بتصريحات مثيرة للجدل حيث قال: “الشعب الفلسطيني ليس واقعًا، إنه مجرد اختراع وهمي لم يمتد عمره لأكثر من 100 سنة، وإن ليس هناك شيء يسمى الفلسطينيون، لأنه لا يوجد شعب فلسطيني، ويجب أن يتم التحدث بالحقائق دون التورط في أكاذيب التاريخ وتحريفه، ودون الانحياز لنفاق حركات المقاطعة والمنظمات المؤيدة للفلسطينيين”.

شارك المنشور مع اصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *