حزم المساعدات لإسرائيل وأوكرانيا.. إلى أين تقود رغبات بايدن أمريكا في 2024؟

المرصد العربي – عاطف سعد

تتزايد الضغوط على الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس جو بايدن، الذي يتمسك بمواصلة دعم إسرائيل وأوكرانيا على التوالي تبعًا لحجم الإمدادات والاستعدادات لمساندة البلدين، ورغم حجم المعارضة الداخلية التي تلقاها إدارة بايدن لا سيما (الجمهوريين) بشأن جدوى استمرار الإمدادات دون جني ثمار للحرب في غزة أو أوكرانيا رغم مرور أشهر، تدفع واشنطن بخطط الدعم قدمًا ما يُلقي الضوء على خطط أمريكا بشأن الحربين واستمرارها بدور الداعم الأول في 2024..

الساعات الأخيرة، شهدت إفراج الولايات المتحدة عن الحزمة الأخيرة من المساعدات العسكرية المتاحة لأوكرانيا في العام 2023 بقيمة 250 مليون دولار، في وقت يتعين فيه على الكونجرس اتخاذ قرار بشأن مواصلة دعم كييف.

وحسب تقارير، تتضمن حزمة المساعدات العسكرية مقذوفات إضافية لأنظمة الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات NASAMS وقاذفات الصواريخ المتعددة HIMARS وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة Stinger ومكونات لأنظمة الدفاع الجوي الأخرى وقذائف مدفعية 155 ملم و105 ملم وصواريخ AT-4 وTOW وJavelin المضادة للدبابات، وأكثر من 15 مليون خرطوش للأسلحة الصغيرة، و”ذخائر التدمير لإزالة العوائق”، وقطع الغيار، ومعدات عسكرية أخرى.

على صعيد متصل، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية حجم المساعدات الأمريكية لتل أبيب منذ بدء الحرب في غزة (7 أكتوبر الماضي)، تضمنت تلك المساعدات طائرات وسفن شحن أمريكية حملت على متنها أعداد هائلة من الأسلحة والذخائر في دعم غير مشروط من الرئيس جو بايدن على الرغم من الدعوات الداخلية في حزبه لتقنين المساعدات.

وتحدث باحثان لـ”المرصد العربي، عن رغبات جو بايدن في 2024 بمواصلة دعم إسرائيل وأوكرانيا مبارزًا أي اعتراضات وإلى أين ستقود رغبات الرجل الأول في البيت الأبيض، واشنطن في المرحلة القادمة..

مقامرة سياسية

يقول الباحث التركي المتخصص في الشأن الدولي، فراس رضوان أوغلو، إن الرئيس جو بايدن يضرب بكل القواعد المعمول بها في الأعراف السياسية بتقليل الضغوط على الجبهة الداخلية واستمالة رأي الشارع لصالحه، لا سيما في وقت الانتخابات الرئاسية 2024، وباتت قراراته بمواصلة دعم أوكرانيا وتأييد لا متناهي لإسرائيل نوعًا من “سكب المزيد من الزيت على النار”.

وأضاف فراس رضوان أوغلو، في تصريحات خاصة لـ”المرصد العربي”، أن الرئيس الأمريكي يحلم بدور المنقذ والبطل الذي استطاع تنحية طموحات روسيا عن منازعة أميركا مكانتها العالمية، وتقديم أكبر مساندة ممكنة إلى إسرائيل الحليفة الأولى لواشنطن في العالم، وبالتالي كسب تأييد المنظمات والوكالات اليهودية والمؤسسات الرأسمالية والإعلامية والاقتصادية في بلاده.

وكشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية، عن أن الولايات المتحدة تمتلك مستودعات أسلحة سرية ضخمة في إسرائيل، لجأ لها بايدن ونتنياهو للالتفاف على أي معارضة للكونجرس لتقديم المزيد من الأسلحة لإسرائيل.

ويرى أوغلو أن جو بايدن، يقود أكبر مقامرة سياسية عالمية في 2024 باستمرار الدعم لإسرائيل وأوكرانيا لعدة أسباب..

  • خسارة إسرائيل الحرب أمام الفصائل الفلسطينية وحماس “أمر وارد” بشدة مع طول الحرب البرية وتعاظم الخسائر اليومية للجيش الإسرائيلي.
  • تخوفات من انهيار شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن أكثر بين الناخبين، بالإضافة إلى عزلة أميركية متزايدة عالميًا.
  • الكماشة “الروسية الصينية” باتت تحكم طرفاها على تواجد أميركا في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا ما يفتح جبهات غضب في الداخل الأمريكي.
  • الانتصار على روسيا في حرب أوكرانيا أمر غير وارد بحسب كل التوقعات وباعترافات غربية وبالتالي استمرار الدعم نوع من إضاعة القدرة العسكرية والمالية لأمريكا.
  • أوكرانيا غير قادرة على تحقيق أي خرق على الجبهة طوال قرابة العامين، وهناك احتقانات داخلية قد تؤدي إلى انقسامات اجتماعية وسياسية عميقة قد تتطور الأحداث لتتحول إلى حرب أهلية.
  • مظلمة تاريخية تعرض لها الشعب الفلسطيني، وحق تاريخي يتوافق مع الشرعية الدولية، وكل دول العالم متضامنة مع العرب في هذه القضية، ومحاولات واشنطن اختزال القضية الفلسطينية وتحويلها إلى (مشكلة مع حماس) لم تنجح.
  • الصراع في تايوان ومنطقة آسيا والمحيط الهادي.. الصين ما زالت ممسكة بزمام الأمور في هذه المنطقة.

2024.. عام الانتخابات والمواجهة

ويرى الباحث في العلاقات الدولية‏ لدى ‏معهد البحوث والدراسات العربية، يسري عبيد، أن 2024 هو عام الانتخابات الأمريكية وبالتالي الكونجرس سيمارس سلطاته ليمنع الرئيس جو بايدن، من تقديم مساعدات كبيرة لأوكرانيا وبالنسبة لإسرائيل تدور الأحاديث عن تخفيف حدة العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مع بداية العام 2024، أيضًا لن تكون تل أبيب في حاجة إلى إمدادات عسكرية واسعة من حليفتها الأولى واشنطن، ولكن الأمر يتعلق بالتأييد المطلق السياسي من أمريكا للجانب الإسرائيلي والذي يتسبب في خسارة كبيرة للدور الأمريكي في الشرق الأوسط ويُعلي من حظوظ التحالف الروسي الصيني.

وقال يسري عبيد، في تصريحات خاصة لـ”المرصد العربي”، إن العام الجديد سيشهد تراجعًا كبيرًا وربما منع واسع للمساعدات الأمريكية المقدمة لأوكرانيا، وهو أمر تتوقعه كييف بشدة وربما يكون هناك مزيد من الضغوط على الرئيس الأوكراني للقبول بجلسات مفاوضات مع الجانب الروسي والقبول بشروط موسكو تجنبًا لإطالة أمد الحرب واستمرار المساعدات الأوروبية والأمريكية.

وأضاف يسري عبيد، أن هناك الكثير من التوقعات تصب في ضرورة تراجع بايدن عن الزج ببلاده خلال 2024، لا سيما في معركة المساعدات وبشأن الدعم اللامتناهي لإسرائيل ومساعدة أوكرانيا لعدة عوامل..

  • حصاد “شبه صفري” في حرب غزة فالإمدادات والتجييش الأمريكي بمختلف الأسلحة والقرارات السياسية في مجلس الأمن لصالح إسرائيل لم يسفر نجاحًا.
  • خسارة أوكرانيا معاركها الكبرى آخرها الهجوم المضاد و4 أقاليم كبرى تشكل خمس مساحة الدولة تقريبًا، لصالح الجيش الروسي المدجج بترسانة ضخمة من الأسلحة الفتاكة وقوات جوية وبحرية وبرية كبيرة وحاسمة.
  • تزايد معدلات البطالة والتضخم في الولايات المتحدة وتزايد حجم الدين يُلقي أعباء كبيرة على الميرزانية الأمريكية.
  • فرص الصعود الروسي الصيني في الشرق الأوسط باتت في ازدياد ما يهدد مكانة واشنطن في منطقة مفعمة بالثروات.
  • تنامي أصوات الرفض في الإدارة الأمريكية والجمهوريين والنخب السياسية وصانعي القرار مع الشعور بسوء النتائج العسكرية في الحربين.
شارك المنشور مع اصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *