المضادات الحيوية تسبب الفشل الكلوي والوفاة .. سوء استخدامها السبب في إرتفاع نسب الوفيات عالميا.. والصحة تفعل برنامج إلكتروني لرصد استخدام المضاد الحيوي في المنشآت الطبية

تعتبرالمضادات الحيوية من الأدوية المهمة والتي تعمل على علاج العدوى التي تسببها البكتيريا، كما تعمل على منع انتشار الأمراض، إضافةً إلى أنها تقلل المضاعفات المرضية الخطيرة، وسبب سوء استخدامها والافراط في استخدامها يؤثر بشكل سلبي على المريض حيث تؤدي إلى زيادة عدد الميكروبات المقاومة للأدوية وتهدد حياة المرضى وتعرضهم للخطر.

و في هذا الصدد، حذرت وزارة الصحة، من استخدام المضادات الحيوية الغير رشيد لكونها قد تؤدي إلى الإصابة بالفشل الكلوي أو فشل وظائف الكبد، مؤكدة أيضا أن الافراط في استخدامها يؤدي إلى الوفاة،

وفي ذات السياق، أكد الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان ، أن الاستخدام غير الرشيد للمضادات الحيوية يسبب الفشل الكلوي وارتفاع نسب الوفيات عالميا ، لافتا إلى أنه وفقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية فمن المتوقع أن تصل نسب الوفيات عالميا بسبب الاستخدام غير الرشيد للمضادات الحيوية إلى 10 ملايين شخص بحلول 2050.

جاء ذلك خلال المؤتمر الوطني الأول لتنفيذ الخطة القومية لمكافحة المقاومة لمضادات الميكروبات، الذي نظمته وزارة الصحة والسكان، أمس الإثنين، وذلك ضمن إستراتيجية الصحة الواحدة.

ووجه وزير الصحة والسكان، مديري المديريات بالمحافظات، ورؤساء القطاعات والإدارات المركزية بمتابعة ومراجعة كل مايصرف من مضادات حيوية بشكل خاص وأدوية بشكل عام، وذلك في إطار تنفيذ الخطة القومية لمقاومة مضادات الميكروبات، التي تستهدف تشجيع الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، وتعزيز جهود مراقبة مقاومة مضادات الميكروبات، والارتقاء بمستوى الالتزام بمعايير مكافحة العدوى، من خلال التعاون بين المواطنين ومقدمي خدمات الرعاية الصحية.

كما استعرض  خلال المؤتمر، نتائج الخطة القومية  لمكافحة المقاومة لمضادات الميكروبات، وعرض نتائج الاستخدام الرشيد لمضادات الميكروبات، بالإضافة لأهم الأنشطة المستقبلية لمكافحة المقاومة لمضادات الميكروبات، بالإضافة لمعايير اعتماد المستشفيات ودور التطعيم في مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، بحسب ما صرح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان.

وعلى جانب آخر، كرم وزير الصحة، المتميزين من المستشفيات الأعلى في تقييم مكافحة مقاومة الميكروبات وشملت مستشفيات( دمياط العام- مستشفي العربي- المنيرة العام)، بالإضافة إلى تكريم الدكتورة نعيمة القصير الممثل السابق لمنظمة الصحة العالمية  بمصر، علي دعمها للقطاع الطبي خلال فترة عملها بالمنظمة، وفقا للمتحدث باسم وزارة الصحة.

وفي سياق آخر، أكد الدكتور عمرو قنديل مساعد وزير الصحة والسكان لشئون الطب الوقائي، أن الخطة القومية لمقاومة مضادات الميكروبات تؤتي ثمارها بالتعاون مع الإدارات المعنية بالوزارة ومنها( الصيدلة والمعامل المركزية، وإدارة مكافحة العدوى).

وأوضح قنديل مساعد وزير الصحة والسكان لشئون الطب الوقائي، أنه تم تفعيل الهيكل التنظيمي لمنظومة مقاومة مضادات الميكروبات، ووضع توصيف وظيفي ومهام ومسئوليات مُحددة بالمستشفيات، مضيفا أنه تم مراجعة عدد من الملفات الطبية للمستشفيات بإجمالي 1562 ملف طبي في 27 مستشفى، وأن معدل الإلتزام بتطبيق معايير الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية ارتفع من 37 % إلي 56% خلال 6 أشهر.

ولفت مساعد وزير الصحة والسكان لشئون الطب الوقائي ، إلى أنه جاري التنسيق مع منظمة الصحة العالمية لتفعيل برنامج إلكتروني لتحليل البيانات، بالإضافة لوجود نموذج للتقييم ورصد استخدام المضادات الحيوية في المنشآت الطبية.

وبدوره، أوضح الدكتور أحمد طه رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن معايير الجودة الصادرة عن هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، أولت اهتمام خاص بالاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية في جميع المنشآت الصحية وبين أفراد المجتمع، حيث تضمنت المعايير معيار واضح جدا لبرنامج إدارة مضادات الميكروبات يكون فيه إشراف تام بخطوات وأدلة تطابق واضحة تتشارك فيه جميع الأطراف المعنية.

وأضاف أيضا أن المعايير أفردت فصل كامل أساسي للحصول على الاعتماد الخاص بإجراءات مكافحة ومنع انتشار العدوى لإن أولى الخطوات لإنجاح المبادرة هي الالتزام بهذه الإجراءات وتفعيلها داخل المنشآت الصحية، مما يساعد بشكل فعال في تنفيذ الخطة القومية لمكافحة المقاومة لمضادات الميكروبات من خلال حوكمة استخدام المضادات الحيوية.

وفي سياق متصل، أكد الدكتور علي الغمراوي رئيس هيئة الدواء المصرية، أن مايشهده القطاع الطبي من تطوير يثبت أن مصر تمضي قدما في الاتجاه الصحيح لنمو الخدمات الصحية والارتقاء بها وفق معدلات طموحة، مشددا على ترشيد استخدام المضادات الحيوية لانها أمراً ضروريا لمواجهة التحديات المتزايدة للصحة العامة، ومقاومة مسببات الأمراض وتفاقمها، وألقي الضوء علي مجهودات هيئة الدواء المصرية لترشيد استخدام مضادات الميكروبات، وأطر التعاون بين الوزارات والهيئات المعنية.

من جانبها، أوضحت الدكتورة هالة عامر المستشار الإقليمي لبرنامج مقاومة مضادات الميكروبات بالمكتب الإقليميي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن مقاومة مضادات الميكروبات تشكل خطرا جسيما على كافة المستويات عالمياً وإقليمياً ومحلياً، ليس فقط على صحة الإنسان، ولكن على صحة الحيوان وصحة البيئة، ويعد الافراط في استخدام مضادات الميكروبات سبب رئيسي في زيادة نسبة المقاومة مع الاخذ في الاعتبار ان اغلبها يصنف إساءة استخدام لا تستند للوائح ارشادية والدلائل العلمية، ويعد اتباع نهج الصحة الواحدة من اهم الإجراءات.

وأشارت عامر إلى الجهود المشكورة للمنظمات المعنية في مصر في العمل على إصدار الخطة الاستراتيجية وتنسيق خطة العمل المتعلقة بها بالتعاون مع المكتب الإقليمي  والمحلي لمنظمة الصحة العالمية.

شارك المنشور مع اصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *