أكاديميون لـ”المرصد العربي”: التواجد البحري الأمريكي عند باب المندب لن يوقف ضربات الحوثيين ضد السفن التجارية

المرصد العربي – خاص

اتفقت عدة دول بقيادة الولايات المتحدة على تسيير دوريات في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن لحماية سفن الشحن التجارية من الهجمات التي تشنها حركة الحوثي من آن لآخر وهي العملية التي أطلق عليها “حارس الازدهار”.. فهل هي كافية لحماية سفن الشحن التجارية في 2024؟

أطراف أوروبية سارعت لتلبية الخطوة الأمريكية، وقال وزير الدفاع الدنماركي، إن بلاده سترسل سفينة حربية في شهر يناير الجاري، للمشاركة في العملية التي تقودها الولايات المتحدة في البحر الأحمر.

وتقول الولايات المتحدة، إن العملية تحالف دفاعي يضم أكثر من 20 دولة لضمان تدفق تجارة بمليارات الدولارات بحرية عبر نقطة شحن حيوية في مياه البحر الأحمر قبالة اليمن، فيما يستهدف الحوثيون السفن الأجنبية التي تمر عبر خليج عدن ومضيق باب المندب باتجاه البحر الأحمر منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

آخر التطورات

وقبل ساعات، أعلنت جماعة الحوثي في اليمن استهداف سفينة أمريكية تقدم الدعم لإسرائيل، وذلك بعد أن أعلنت وزارتا الدفاع الأمريكية والبريطانية أنها تصدت لما وصفته بأكبر هجوم حوثي في البحر الأحمر.

وفي بيان على منصة “أكس”، الأربعاء، قال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين، إن القوات البحرية وسلاح الجو دون طيار والقوة الصاروخية التابعة للجماعة نفذت عملية عسكرية مشتركة بعدد كبير من الصواريخ الباليستية والبحرية والطائرات المسيرة، استهدفت سفينة أمريكية “كانت تقدم الدعم للكيان الصهيوني”.

وأوضح أن العملية جاءت ردًا أوليًا على ما وصفه “بالاعتداء الغادر” الذي تعرضت له القوات البحرية التابعة للحوثيين، الأحد الماضي، من قبل من وصفها “بقوات العدو الأمريكي”.

حل غير كافِ

يقول الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، يوسف بدر، إن التنسيقات العسكرية وتسيير دوريات بحرية عسكرية في منطقة جنوب البحر الأحمر وباب المندب لن يكون حلًا كافيًا لوقف هجمات تشنها حركة الحوثي صوب السفن التجارية، لا سيما أن التعامل الدولي مع الحوثيين على أنهم ميليشيا وليست كيانًا يمكن معاقبته بآليات وسياسات أمر يعزز من فرص وقوع ضربات جديدة للسفن التجارية الدولية والإسرائيلية، في ظل الحديث عن تنفيذ أكثر من 100 هجوم حوثي بطائرات دون طيار وصواريخ.

وأضاف يوسف بدر، في حديث خاص لـ”المرصد العربي”، أنه من المتوقع أن يكون هناك استهداف حوثي لسفن الأسطول والقوة متعددة الجنسيات في البحر الأحمر بقيادة أمريكا وربما تزيد الهجمات ضد السفن وبالمسيرات والصواريخ لاحقًا مع ارتفاع وتيرة العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، فضلًا عن مزيد من استهداف السفن التجارية الإسرائيلية أو التابعة للدول الداعمة لـ تل أبيب في الحرب على قطاع غزة وفلسطين.

وتابع يوسف بدر، في حديثه لـ”المرصد العربي”: أي تهديدات أمريكية وبريطانية للحوثيين لن تسفر عن حل لـ آمان السفن التجارية في منطقة باب المندب خاصة أن الأمر يتعلق باشتباكات غير مباشرة حدثت الفترة الماضية بين القوات الأمريكية والحوثيين، بعدما تصدت السفن الحربية الأمريكية والبريطانية لصواريخ وطائرات دون طيار، وأسقطتها لكن بتكلفة باهظة، وهو أمر اعتبرته واشنطن ولندن تحذيرًا قويًا للحوثيين من أنهم قد يواجهون ردًا عسكريًا انتقاميًا إذا لم يوقفوا تلك الهجمات.

وقف الهجمات.. وحرب غزة

ويشاركه الرأي، المفكر السياسي اللبناني والباحث في الشؤون الدولية، سركيس أبوزيد، قائلًا، إن مسألة الأمن في منطقة البحر الأحمر يجب التعامل معها على أنها “منطقة ساخنة” ومتشابكة الصراعات والمصالح، لا سيما أن القاسم المشترك فيها، حرب غزة، وبالتالي الحل الأكيد لأي تهديدات باستهداف لسفن تجارية أو إسرائيلية في البحر الأحمر يتعلق بانتهاء حرب الإبادة الإسرائيلية للفلسطينيين ووجود حل الدولتين وإعلان القدس عاصمة لدولة فلسطين.

وأضاف سركيس أبوزيد، في حديث خاص لـ”المرصد العربي”: السياسات الأمريكية تستمر في فرض حل القوة وفرض حل الصراعات بتوليد صراعات أخرى من العدم، وهو تحرك قد يضر بأمن منطقة الشرق الأوسط ككل، في ظل اشتباكات محتملة بين القوة الدولية والحوثيين في مراحل مقبلة قد تمتد وتؤثر على مستقبل العملية السياسية في الداخل اليمني.

شارك المنشور مع اصدقائك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *